ثورة لندن التونسية!
|اختتمت بعاصمة الضباب لندن دورة الالعاب الاولمبية الثلاثون في استعراض ضخم لعظمة بريطانيا بين حفل الافتتاح والاختتام .. تخلله عرض رياضي تنافسي بين رياضيي الكرة الارضية في جميع الاختصاصات والرياضات للاولمبياد الصيفي متحلين بالقيم الاولمبية.. تربعت خلاله الولايات المتحدة الامريكية على عرش التتويج الرياضي تليها الصين ..
حقيقة .. انتظرت الألعاب الأولمبية .. كحنين طفولي للرياضة.. للتشويق والمتعة والتنافس الشريف والحر الذي تتسم به .. للروح الأولمبية التي نفتقدها
انتظرت استعراض الجمباز الاسيوي .. وسباقات المسافات الطويلة الافريقية ..القفز بالزانة و سباقات الحواجز .. الالعاب المائية والسباحة وكالعادة الالعاب الجماعية .. كرة السلة الامريكية والطائرة الايطالية واليد الكرواتية ..
وعلى غير العادة .. لم استطع متابعة جل واغلب المسابقات .. اكتفيت ببعض اللقطات والملخصات وبعض الدقائق التحليل والتعليق الرياضي الذي ترصده بعض القنوات الرياضية..
حفل الافتتاح وتاريخ البشرية وخاصة بريطانيا .. لوحات فنية ورياضية .. بين البذخ والسبق .. رايات رفعت من كل صوب .. تجمع بشري رياضي على ارض انقلترا.. بحماسة نتابع البعثة الوطنية والعربية معلقين الآمال العريضة والأحلام الكبيرة .. هذه فلسطين ..لكن هنا اسرائيل ..ويمتنع المعلق عن التعليق .. فيما علق البعض على دلالات ملعب لندن المتوج برموز الماسونية في مثلثاته الضوئية والعين الزرقاء الكبيرة .. وتحول للحظات الاولمبياد يحفه الخطر الماسوني بتفجير البيغ بينغ .. بعض الاستهزاء من بعض الاذكياء الذين يتجاوز معدل ذكائهم الغباء احيانا .. وتملق فكري مبسط حد التفاهة .. هذا رئيسنا يلتحق بكوكب الملكة ورفاقها ويلوح بيده للبعثة الوطنية..الأولمباد المؤقت بالنسبة للرئاسة ..حركة رياضية تشجيعا للرياضة والرياضيين ورمزية للحضور وطني ثوري .. كغيره من حركات تشجيعية للعلم والعلماء والمفكرين كاستضافة مفكرين بالقصر الرئاسي.. هذه الحركة لقت من السخرية ما لقتيه سابقاتها من المنتقدين والمعارضين .. تبا للسياسة التي تسم كل حركة ..
إسمان علق بهما التونسيين امالهم.. صاحب ذهبية بيكين في السباحة أسامة الملولي ..وإسما اكتشفه ربما لاول مرة .. حبيبة الغريبي .. حفظت الاسمين .. لغاية في نفسي ..والبقية وجوه معروفة في كرة اليد.
اذكر منافسات اليوم الاول وتفاعلنا بمقابلة المبارزة بالسيف للتونسية وترشحها للدور ثمن نهائي وعلت رايات المراة والوطنية للحظات ..ثم .. غزت صورة سباح صفحات الفايسبوك تهليلا ..وتمجيدا لكونه انسحب.. انسحب لوجود سباح اسرائيلي ..ثم اكتشف بالنهاية انه انسحب نتيجة خطأ فنّي ..كل شيء مرتبط بإسرائيل مزيف.. ثم .. لا للاطالة وقد اخذ النوم من البعض حد التخلف عن مباراته في الاولمبياد .. ثم .. بالنهاية أدخل السباح اسامة تونس التصنيف بميدالية برونزية ثم حبيبة غريبي بفضية .. ثم أسامة من جديد بذهبية ماراطون سباحة حرة .. هي هديته للثورة ..
الثورة ..هذه الثورة الرياضية التي تلمسناها في تغيير وجوه البرامج الرياضية .. وأخطأنا.. ثم ببعض القرارات في الجامعات الرابطة الوطنية .. ورجعنا بخفي حنين .. ربما رسمناها في تتويج افريقي لكرة القدم للشباب بالسودان .. لكن خيب ظننا الكبار .. الا اسامة.. ثورة رياضية وعزيمة بقلبه لا تخطئ قلوبنا ..
مازالنا كبقية اطراف الثورة المبتورة نلملم هذه الثورة حتى تكتمل ومنها الرياضي ..ثلاث ميداليات .. تطرح عده تساؤلات عن وضع الرياضة والرياضيين في تونس وكل البلاد العربية خاصة بلدان الثورة .. مصر وليبيا .. ليبيا كانت غائبة.. وتوجت مصر بميدالية واحدة.. بعض ميداليات لبعض الرياضيين العرب .. كاد اليأس يقتلنا قهرا وبالجدول الأيام الاولى من الأولمبياد اصفار واصفار عربية بالجملة للتتويجات.. ولكن الحمد لله .. توج العرب .. ولكن بقدر ماذا.؟
علق احد المعلقين الرياضيين بركاكة استفزتني .. في تحليل لهذا التخلف الرياضي العربي قائلا .. تنقصنا الارادة والعزيمة لدى رياضيينا .. بربّك بأي مخبر استعنت ؟؟ وقال أيضا أنه ينبغي لنحصد الالقاب ونتوج أن نبعث برياضيين الى امريكا واستراليا ليصبحوا ابطالا .. لأنه في رأيه .. لا أحد سيتابع مسابقاتهم إن بنيت على ارضنا ملاعب رياضات القوى .. وأنّ تدريب شخص واحد يكلف كم من الف يورو.. مضحك جدا .. لا الوم عليه حقيقة .. ولكن على من اجلسه على كرسي التعليق الرياضي .. ربما ولكن اقول .. هذه القنوات ياخ العرب في بلادكم تشتري حقوق البث بملايين تفوق عدد سكان الصومال .. وتساند برشلونة .. وتشتري مانشستر سيتي مثلا .. ألا يمكنها ان تتحمل مصاريف تكوين رياضيين وبناء منشآت رياضية بمواصفات عالمية ..؟؟ ولكن السؤال الذي أطرحه .. مثلا كيف تتوج الرياضة العربية ومثلا .. منذ أشهر اُفتي بجواز ممارسة الرياضة للنساء في السعودية .. كيف تتقدم الرياضة نصفا بنصف ..هذا سؤال مثلا ..(وشكرا حبيبة غريبي، اول امرأة تونسية تتوج في الاولمبياد) ..
بتونس مثلا .. اي الرياضات تمارس في مدارسنا ومعاهدنا ..؟؟ كم عدد النوادي الجامعية للرياضات الفردية والجامعية .. اي من العاب القوى مدرجة بالرياضات المدرسية .. ؟؟؟ هل هناك برامج منذ المدرسة تنمي روح الفرد الرياضية وتساعده على اكتشاف نفسه …؟ وهل الرياضة مجانية .. خاصة وقاعات الرياضة لا يرتادوها عير الميسورين وكذالك بعض النوادي .. ؟؟ كم عدد المسابقات التحفيزية ..
لا يفوتني في هذا الظرف الثوري ان نستغل مرحلة البناء لبناء قاعدة رياضية وطنية تساهم في بناء أسس نجاح رياضي وطني .. نهضة رياضية ففكرية والعقل السليم بالجسم السليم ولا يسلم الجسم الا بالرياضة اساسا ..
بتونس مثلا .. كم عدد البرامج الرياضية التي تعنى بالرياضات الفردية وتغطي فعالياتها.. ؟ قناة رياضية مثلا ..؟؟
بتونس مثلا .. هل هناك تعاون بين مختلف الوزارات المعنية واتفاقيات غير التحرك الفردي .. مثلا بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم .. مثلا .. هذه بعض أحلام ريو دي جينيرو لذوي الابصار الضعيفة .. عفوا .. البصيرة الضعيفة ..
وقد جاءنا الدرس في الألعاب الأولمبية الموازية
خلتُ للوهلة الأولى ان مصطلح موازي هو مصطلح تونسي بالاساس خاصة بعد استعراضات “خلافي وموازي ” والمجالس الموازية والمعارضة الموازية وغيره …
فنحن في تونس نسميه دورة الالعاب الاولمبية للمعاقين وهو ما يخالف أساسا الروح الاولمبية وجوهر حقوق الانسان .. فهي دورة الألعاب الاولمبية الموازية …
فرصة لتجديد مفهومنا حول الإعاقة مثلا .. خاصة بعد مرتبة تونس الاولى افريقيا وعربيا في ترتيب الاولمبي .. فالإعاقة اعاقة الارادة والعزيمة لا غير ..
فهم الأكثر كمالا .. الاكثر بطولة والأكثر اصرارا ..
درس ثوري بامتياز ..
الصحافة كالشعب .. فخورون بهم .. معترفون بتقصيرهم .. ولكن هل من أحد كفر عن ذنبه .. بتصحيح ارادته الوطنية والقليل من العرفان لهم .. كلا .. كم من شخص يعرف اسم بطلا منهم عن ظهر قلب .. ؟؟؟
ترى .. كم عدد المنشآت الرياضية الخاصة بهم .. وما هي ظروف عملهم وتدريباتهم ..
يمكن لذلك المعلق .. أن يجري بحثا حول مثلا القيمة المالية لمصاريفهم .. وبأي بلد تلقوا تدريباتهم ..
الجهل هو الإعاقة ايها العربي .. وما كمال الاجسام إلا بزينة عقولها اصرارا وعزيمة وتحدي وروحا رياضية أولمبية .. أيها الرياضي ..
ونلتقي على أرض ريو دي جانيرو
ya3tik sa7a olFa:)))