معالجة المياه الصناعية: وجه من وجوه التلوّث في تونس
|لا شك أن الاهتمام بالشأن الاقتصادي له الأولوية في ظل الوضع الراهن الصعب، لكن في المقابل يجب الاعتناء بجانب البيئة لما فيه من تأثير على صحة الإنسان و على الموارد الطبيعية.
خلال تجربتي بمحطة لمعالجة المياه الصناعية، اكتشفت خطورة الوضع البيئي في تونس. رغم حداثة انشاء المحطة فإن قسمها المخصص لازالة المعادن الثقيلة قد توقف على العمل منذ أربع سنوات مما يسمح بمرور معادن ثقيلة أغلبها خطير على الصحة و التربة مثل الزئبق الموجود خاصة في مصانع البطاريات.
هذه المحطة رغم أنها الوحيدة في تونس التي تعالج مياه المصانع فإنها تجد نفسها عاجزة عن اتمام مهمتها بشكل ناجع في ظل الصعوبات اللتي تواجهه.
لذا من الضروري تدعيمها بوسائل تكنولوجية أكثر تطورا و انشاء محطة مماثلة في الوسط مثلا لإنقاص الضغط على محطة تونس لا سيما و أنه توجد مصانع عديدة بجهة صفاقس و قابس و الساحل وخصوصا فرض مراقبة مشددة على المياه بعد المعالجة لمنع مرور مواد خطيرة..
هذا جانب صغير من التلوث في تونس يخفي جانبا أكبر منه بمناطق مثل قابس وصفاقس والقصرين على مستوى التلوث الصناعي و عدد من أرياف القيروان على مستوى تلوث المياه.
في الختام تجدر الإشارة إلى المردود الباهت لوزارة البيئة و عدم مضيها في إصلاح الوضع رغم معرفتي جيدا بكفاءة السيدة مامية البنا وزيرة البيئة.