عابد النار

قدّستِ يا أزليّة

قدّست يا بدء الحياة وختمها

قدّستِ يا سرّ الزناد الواري

قدّست يا دفء الشتاء إذا قسا

يا كلّ أنس مواسم الأمطارِ

قدّست يا نور الظلام إذا عتا

وإذا تبدّد أنت شمس نهار

قدّست يا كنز الألمب وأهله

وهديّة الجبّارِ

خفقاتنا ذاك اللظى

أنفاسنا حرّ المدى

وكذاك أهل النار

***

فلتقبلي نسكي

وقبس حياتي

وشموع ندّ أوقدت

من كلّ ترتيل وكلّ صلاة

ورماد أحلام تراءت

في قرون سباتي

الآن، معبدك الملبّد قد خلا من غيرنا

فلتسمعي منّي مناجاتي

وبعض شكاتي

***

يا نار، يا من تنتشين وترقصين

لسجع الموبذان إذا همُ نطقوا

عن المحجوب في الظلمات من أسرار

هل أنت ما زعموا؟

إذن لعلمتِ ذاك سدى…

أفواههم رجع الصدى…

ملء الفؤاد وساوس الكفّار

يا نار، قد أضحيت أمّا تأكلين بنيك

حتى يستر الكهّان سوأة جهلهم

بمدارع من قار

يا نار، أنت الموت…

أنت الموت يرفل في ثياب العار

الحقّ أبلج فاسمعيه

صوته قد جلّ أن يخفى

وإن سلبوك ذاك النور في الأبصار

***

قد قيل في كتب

محجّبة عن الحرّاس في العتبات

“أسكبك فيها تعطها عينين”

ذا وحي الزمان الآتي

في وقفتي، ولهيبك المهتاج يخفت

في اقترابي منك، أقرأ ما بنفسي

في بواطن مغلق الصفحات

فلتكسر المرآة

في باقي الشظايا

ليس من أصل هناك، ما من صورة

وتأجّجت كلماتي…

***

سيقال بعد تتابع العشرات والعشرات من أقمار

“صلّى لها حيّا

وكان ضرامها ميتا

وحلّت روحه فيها

وتبقى في موفّى رحلة الأعمار”

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights