هل ستنتهي بطولة هذا الموسم؟
|فرح الجميع لترشّح منتخبنا إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012. هدف ايزيكيال في الدقائق الأخيرة لمباراة التشاد ضدّ المالاوي غطّى على المسيرة المحتشمة للغاية لمنتخبنا ونتائجه المخجلة أمام منتخبات من حجم الريشة، النتائج التّي كادت تتسبّب في غيابه عن منافسة لم يتخلّف عن المشاركة فيها منذ أصبح عدد الفرق التي تترشّح إلى دورتها النهائية 16 فريقا.
هذه الفرحة لهذا “الانجاز” قد تكون أفسدت حسابات الجامعة التونسيّة لكرة القدم في خصوص رزنامة البطولة (هذا إذا كانت لها حسابات أصلا !). فمع ارتفاع عدد الأندية في الرابطتين الأولى والثانية إلى 16، والانطلاقة المتأخّرة للغاية لبطولة هذا الموسم، كان آخر ما نحتاجه هو مسابقة مثل كأس إفريقيا للأمم تسرق ردحا من عمر البطولة الّتي انطلقت منذ مدّة قصيرة للغاية.
ولنقم بعمليّة حسابيّة بسيطة لقياس التأخير المتوقّع لهذه السنة: بدأت البطولة في شهر نوفمبر، متأخّرة شهرين عن موعدها العادي. وبما أنّ عدد الأندية ارتفع إلى 16، فسيرتفع عدد الجولات من 26 إلى 30. وبما أنّ معدّل إجراء الجولات هو مقابلة في كلّ أسبوع، ستتسبّب الزيادة في الأندية في شهر آخر من التأخير. وبترشّح المنتخب إلى نهائيات كأس إفريقيا، سيضيع شهر آخر (على الأقلّ) بين التحضيرات والمنافسات الرسميّة. وبذلك، فإنّ إجماليّ التأخير المتوقّع لهذه السنة هو أربعة أشهر. وإذا كانت البطولة تختتم عادة (إذا لم تجدّ ظروف استثنائيّة) في موفّى ماي-بداية جوان، فإنّ هذا يعني أنّ بطولة هذه السنة ستنتهي، إذا قدّر لها أن تنتهي، في بداية شهر أكتوبر !!!
ما الحلول الممكنة (الّتي ستكون بالضرورة ترقيعيّة) لتجاوز هذا التأخير؟ هل سيتمّ إقرار مبدأ لعب مباراتين في الأسبوع؟ (أشكّ في أنّ لياقة لاعبينا البدنيّة تسمح بذلك !) هل سيتمّ إلغاء مسابقة الكأس؟ والسؤال الأهمّ: هل فكّرت الجامعة أساسا في حلول لتجاوز هذا التأخير؟
أشكّ في ذلك. فالعشوائيّة الغالبة على قراراتها تتعارض مع أيّ محاولة للتخطيط الجدّي. واتّضح ذلك في نهاية الموسم الماضي، فقرار إلغاء النزول هو قرار اتّخذ على عجل من طرف مكتب جامعي فاقد للشرعيّة لامتصاص غضب الأندية دون مراعاة للعواقب. وبالنسبة لهذا الموسم، قد يكون المكتب الجامعي راهن عند تحديده لموعد بدء البطولة على عدم ترشّح المنتخب (وهو ما كان متوقّعا) وهو ما كان يقصّر في عمر البطولة شهرا. وقد يكون غير عابئ بالمرّة بموعد انتهاء البطولة بما أنّ بقيّة المشوار ستكون من مسؤوليّة مكتب جامعيّ آخر سينتخب في موفّى العام، وبالتالي، ربّما فكّر المسؤولون الحاليون بعقليّة “ضربة موش في راسي”. وفي كلّ الأحوال، فهذا الفشل البادي للعيان في التخطيط يتناقض مع وصف “الاحتراف” الّذي أطلقناه على بطولة ما زالت تسيّر بعقليّة هاوية، كما أشرنا إلى ذلك في مقال سابق.