وجع أدبي
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
و قلت لي ذات مرة “عمت مساء” وكنت أعوم حينها في البلاء وكيف لي أن أعرف المساء ومنذ أن إقتحمت مملكتي زاد العناء وباتت حياتي ظلماء وأين أنت من كل هذا…أنت أناني ذو قلب فسيح يحوي الجميع ولا يتسع لي وحدي…أنت لا تراني كما أرى نفسي على الورق. أنت تراني كما أرى صورتي في المرآة…في البداية لم أطمئن إليك وتباهيت أنت بي ثم رأيت فيك أحلامي ونافذة عودتي لحياة البشر ورأيت فيَّ أنت زوجة مطيعة وفية فأويتني إلى أركان ذاكرتك وأبيت أنا إلا أن أكون سجينتك وبدأت جينات أنوثتي في التظاهر خلف مقر سكونك وعلى شرف صمتي وغلت نيران تمردي في قدح برودتك فبدا عليَّ السقم وذبلت ملامح الورد التي سقيتها وشهد الجميع على إنكماش بتلاتها إلا أنت… وهكذا أنت ساذج أنت ميت أنت… قد أخونك يوما مع رجال العالم وتنعتني نسائهن بالزانية وآتي إليك فتقول لي “اشتقت إليك يا عذرائي”… أأنحب حظي معك أم أنحب خيبتي فيك أم أنحبك وأتخلص منك وأحافظ على عذرية مساماتي أم أرضى ببيت لي هو في ركن ذاكرتك…أجبني يا وجع أدبي أجبني يا من نصَبتك قمرا على كوكبي…أجبني أو حتى أقتلني يكفيني أن تخنقني حتى تلامس يداك رقبة أغدقتها عطورا علَّ أنفك يستيقظ من غفوته…لست عاهرة وأنت أشد الناس علما لم أكن يوما كذلك ولن أكون وعلَّ ذلك ما جعلك تؤويني في ركن ذاكرتك “ثقتك المطلقة” ولكن أمي هي من أقنعت أبانا بأن يأكل من شجرة الخلد فهوى وإمرأة عزيز مصر تحمل أكثر من نصف جيناتي ولكنك لست بيوسف ولو رأتك نساء العالمين كذلك أما أنا فكليوبترا باتفاق الأراء ولكن لن أقتل نفسي بأفعى ليس لأجلك على الأقلَّ…وفي لحظة هذياني من لهيب برودتك وفي لحظة تعري مخاوفي على مرأى عهودي كمدت والدتي جروحي بندبات الأخلاق وقرأت عليَّ تعويذات الصبر وأشربتني ترياق الزوجة المثالية فأبت أحشائي إلا أن تهضمه فصنع له ضده جسدي مضادات ولفظت كل شيء فأشفقت عليَّ امي وتمتمت بآهات ودخلت انا في مرحلة الإجهاض…نساء العالم اللاتي تعجبن بك واللاتي تحدثت عنهن امي ينجبن بعد تسعة أشهر من الحمل أما أنا فحملتك طيلة ثمانية سنوات ولأنك جبان خفت أن تغادر رحمي ولو أني أضفت عاما آخرا لعلي كنت سألدك ولادة قيصرية نظرا لتضخم حجم ألمي منك سيصعب على زملائي الأطباء إخراج طفل تسعة سنوات بدل تسعة أشهر وبدل أن تصيح وتبكي انت سأحويك وأصيح وأبكي أنا فإمرأة شقيَّة مثلي من أغلى أمنياتها موقف يجمعك بها يهنئها جمع من البشر عليه…آه يا هذا…آه لو تقرأ…آه لو تشعر…نعتوني بالبرود واقتنعت حتى واجهت صقيعك فذبت يا ليتني عمت مساءا وإكتفيت.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]