عَرِّف “أُحِبُّكِ”

تسألني إن كنت أُحِبُّكَ.  عَرِّف “حُبّ”. أتعجب لطلبي؟ دع عنك العجب، وتعال نجلس هنا نتحدث قليلاً.

لا، لست أنكر حباً، لست أخجل من مشاعر ولا أكفرها. فالله حبٌ والدين حبٌ والأرض حبٌ و “رأس مال أبينا آدم العشق” ؛ فكيف لعبد الله أن ينكر إرثه؟ الأمر سيدي انني لا أكترث لورودٍ حمراء تهديها و لا لوعود تلقيها. فأترك معسول الكلام لأحبةٍ غيرنا فما كنت ممن بمعسول الكلام وثقوا و له صدقوا.

الحب عندي سيدي أرضٌ ومرسى. الحب عندي ثباتٌ، فلا أهيم أبحث عنك في طرقات المدينة أو في قدح قهوة إمرأة أخرى. الحب عندي خيارٌ، فأي الرجال في الحب تراك سيدي؟

ستمضي اليوم معي تسألني عن حبي و عن شوقي. والمساء ستسهر مع أخرى، ثم ستغازل أخرى. و غداً ستراقص أخرى، تشم رائحة عطرها وتلاعب خصلات شعرها. و بعد غد أخرى، وبعده أخرى. ثم ستكذب. ستقول مع الرفاق جالس. لن تفعل؟ لن تخون؟  عَرِّف “خيانة”، علّنا سيدي إن التقينا في تعريف العبارات اتفقنا.

تقول كنت حبيباً وأُرديت جريحاً. مهلاً، رويدك سيدي. أ تتخذني منزلاً تستريح به برهةً ثم تمضي غير مشتاقٍ أو مبالٍ لمن كان الحبيب. قلبي دارٌ و سكنٌ لا يأوي عابر  سبيل. فإن سكنت، ما سألتك عن الماضي ولا عن عثرات الطريق. ما سألتك غير صدقٍ أو رحيل. أغضبتك العبارة؟ ما كان هذا قصدك؟ أسأت الظن بك؟ إذاً عَرِّف “أُحِبُّكِ”، علّني سيدي إلى قصدك أجد الطريق.

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights