تنويع على يتيمة فيروزيّة
|اقترب الموعد
و انشقّ القمرْ
يرقص نصفاه لذلك اللقاء المنتظر
أطفأت الشمس لهيبها
لكي تتيح مبدأ السمر
و خرج الأموات رافعين أنخابا لكلّ محتضر
رصّعت السماء من ضياء كلّ نجم انكدر
في ليلة خلت من السحابْ
***
الشوق قد أصبح بدرا
أكمل الأربع من بعد العشرْ
أمضى من السنين تسعا
قلقا و ينتظر
الآن، مثل الأمل المشرق
يلبس البياض و الزهر
ينظر في مرآته المكسورة الصمّاء
للميلاد، للصبا، و للشباب بعدما نضر
الآن لم يعد هناك من خطر
قد ذهب السراب
***
ككرمة تمسّها شمس سقر
عنبها مع الزمان يختمر
يصبح لذّة
لكلّ باحث عن السفر
إلى مكان ليس فيه صخب و لا ضجر
كذاك ينضج العمر
الآن جاء
ليس بعد الآن من إياب
***
على الشبابيك يؤلّف غناءه المطر
أغنية تزفّ إلى السمع الخبر
إيقاعها الراقص يغسل عن النفس الكدر
ما عاد من شكّ،
فهذي آخر النذر
فليخلع اليوم رداء من حذر
آن الوداع أيّها الأغراب
***
أراه مقبلا
تحييه بشدوها الطيور في الشجر
مبتسما كملك إذا ظفر
إليّ قد جاء لقطف ثمرة،
أغلى الثمر
بديعة هيئته
فما يخيف منه أبناء البشر؟
قد انتظرته بمثل أمل الداعين في وقت السحر
و ها هو الآن يدقّ الباب