ليبيا على صفيح ساخن
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أنيس عكروتي
أفقنا اليوم على خبر تفجير سيارة مفخخة في قلب العاصمة الليبية طرابلس استهدف فندقا يضم بعثات ديبلوماسية.
أسفر هذا الهجوم على مقتل تسعة أشخاص إضافة الى مرتكبي الهجوم وعددهم أربعة والذين اضطروا لتفجير أنفسهم بعد محاصرة الفندق من طرف قوات أمنية وعسكرية حكومية.
و تبنى تنظيم ” الدولة الاسلامية ” هذا العمل الارهابي بعد قرابة ساعة من حدوثه معتبرينه ردا على اعتقال ثم مقتل أبو أنس الليبي من قبل قوات أمريكية منذ أشهر.
هذا الهجوم سبقه قبل يومين اختطاف وكيل وزاري من أحد المقرات الوزارية بمدينة البيضاء (التي اختارتها الحكومة لاحتضان مقراتها الرسمية بدلا عن طرابلس لأسباب أمنية).
إلى حدود هنا، يعتبر الأمر عاديا اعتبارا للفوضى الذي تشهدها عدة مدن ليبية منذ إسقاط النظام السابق. لكن الأمر الملفت للانتباه هو نشر تنظيم الدولة الاسلامية لمقال مهم على أحد مواقعه تحت عنوان ” ليبيا البوابة الاستراتيجية للدولة الاسلامية “.هذا المقال صدر قبل سويعات من هجوم طرابلس.
يذكر صاحب المقال بداية أن تنظيم الدولة تمركز بشكل هام في مدينة درنة وأن السكان هناك بايعوا الخليفة البغدادي وبذلك تكون درنة إمارة قائمة الذات ومركزا للتوسع نحو المدن الاخرى.
أتى المقال على التركيبة السكانية للشعب الليبي حيث أفاد صاحبه أن 99 % من السكان ينتمون إلى المذهب السني المالكي وهو ما يسهل استقطابهم ضمن المناصرين للدولة الاسلامية.
من ناحية أخرى، تحتوي ليبيا على مساحات صحراوية وجبلية شاسعة وتمتلك حدودا مع ستّ دول إضافة إلى أهمية الشريط الساحلي (الذي يمكن استغلاله في مهاجمة بارجات بحرية اوروبية وخصوصا دول الجنوب الاوروبي ). حسب تعبير صاحب المقال فإن ليبيا لها موقع استراتيجي هام يمكن عناصر تنظيم الدولة من تجنب الهجمات الجوية للدول ” الصليبية المعادية ” ودفعها الى القيام بعمليات إنزال بري في إشارة إلى رغبة الحكومة الفرنسية في الحصول على موافقة عدد من الدول في إطار مجلس الأمن للتدخل عسكريا في ليبيا.
مسألة أخرى مهمة تطرق اليها المقال وهي أهمية مخزون الاسلحة حيث أشار الى أن تهريب كمية من الأسلحة إلى مالي مكّن ” المجاهدين ” هناك من السيطرة على ثلثي مساحة البلاد رغم غياب منطقة حدودية مباشرة مع مالي.
ختم التقرير برسالة الى ” المجاهدين ” : ” ليبيا هي مدخل لتونس ومصر والتشاد والمغرب والجزائر والنيجر ” وهي رسالة تحفيزية للالتحاق بعناصر التنظيم في ليبيا وبناء إمارة إسلامية قوية تكون مركزا للـ”مغرب الاسلامي ” وقاطرة لبسط السيطرة على عدة مناطق مجاورة شمالا وربما جنوبا ( للتلاحم مع عناصر بوكو حرام).
فهل سنشهد تدخلا عسكريا دوليا قريبا في ليبيا أمام عجز السلطات الحاكمة عن لجم العمل المليشياتي أم أن تنظيم الدولة سيستمر في التوسع وبذلك يخلط أوراق المنطقة المتوترة أصلا؟
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]