خلخال زنجية
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: هبة المازني
حفلات الأشراف مجتمع للّاجئين : ممن خانته ذات اليد إلى من عجز عن العبور، من الخيبات للشهوات للقناع السعادة متقن الصّنع، ويرّحب بالضيف المحبوب بين الايادي وعلى المناضد : الخمور. ولا يكتمل المشهد سوى بالنسوة الزهيدات منهن المغنجات بين الشريفات الصّارمات صاحبات الجاه حبيبات التكلّف.. وقد يندر في مثل هذه الأوساط .. وجود الخلخال.
تتراقص جيئة وذهابا، ترفل في ردائها الحريري وتبرز تقاسيم جسمها الزّنجيّ وتتبختر فتنشق الأرض مكان وطأة قدميها .. عذرا سيدتي سقط من القمر خلخاله
-مالي بهذه الالقاب من عوز ، السّيادة جرم وبريئة من هذا الدّم أكون، ولو اكتمل القمر طورين غَاضَ بقية الأيام ولو أصيب بخزي تحت الغيم انبلى ولو غضب من اللّيل ضحك السّحاب وبكى .. أرقص للنّجوم ولو ملّت مني لرقصت وقت الغسق والدّجى وخلخال زنجية ليس سوى رتابة ومجون فدعه عنك أو احفظه سواسية،أو أتني بمثله قطعة من الشّمس تغالي مقدارك وتجابه أطوارك.
– طَفَلَت الشَّمْس وانعقد لساني فعساني أكون الكسوف؟
-إن كنتُ جَوْنَة فلتكن البحر أين أغوص
-وان كنت البحر لتكوني إحدى حوريّاته
–أساطير غير أساطير الإغريق تكون للفاشلين
-العاشقين
-الواهمين
-المتيمين
-التبعيين
-المعذّبين في الارض
-وفي السّماء
-ومن لا يجيد الطيران؟
-ينظم الأبيات
-وغير الشاعر؟
-حري له السبات
-مع الحوريات
-الاموات
-أغير الشعر موت؟
-وهل بغير الزّنجيّات حياة؟
***
مرّت الأيام والسنون ودثرت ذكرى اللّيلة، وبعد الاغتراب الطويل عاد للوطن،وكان أوّل ما رأى صورة فوتغرافية لزنجية تلك الليلة تلامس النجوم. عارية من الألقاب كانت تلك الصورة أبلغ من الكلمات .. سرب غربان يحوم فوق رأسه وشريط الأحداث عاد به للوراء “تعد هذه الوصفة بلمسة سحرية سرها الحبق ، وتطهى على نار هادئة .. نار باردة .. 70° كحد أقصى، 45 دقيقة و13 ثانية ولو أخطأت الكيل وطففت في الميزان لن تجني سوى الفشل ، إخفاق جديد سيضاف لقائمة خيباتك. لهذا الطبق قوانين صارمة لا تقبل النقاش إما الالتزام وإمّا فلا. حذار ! استمتع بمذاقه اللاّذع لوحدك، فالحصّة لا تقبل المشاركة ومذاق البهارات لن يلثم غير ثغرك. يؤكل ساخنا ويقدّم مع القليل من الأنفة والكثير من … الغرور”
ما الذي حل به؟ ساوره هذا الصوت الغريب داخل جمجمته ولم يفهم مقاصده، أمثاله لن يجيدوا فن الطهو يوما .. يكفيه أن :يتسمّر أمام الصورة وأن يتذكر آخر ما تمتمت به تلك المرأة
ولن تكون غير سلسبيل ينخر في عروقي
أو عطر من الجنّة
أو إلهة السّكون
وغير ذلك لن تكون
إلا ادعاء للجنون
وتزييفا للتمرّد
وتعريفا للمجون
وبعد ليلنا والدّجى
ستمحى آثارك
ويتناثر رماد الأفيون …
خاصّتك
زرني في اليقظة
واجمع بقايا النور
المتكسّر
المتحجر
العالق في بقايا عرق البشر
اجمع من تاه منها ومن اندثر
وضعها أين يؤمن بالقضاء والقدر
وقل أن الجهالة جبن
وأن الجهالة خطر
وأنك غير ما قلتُ لن تكون
النّور خصلة
وأنت من الخصال معتوق
وعلى الخطيئة جبلت
ودنائس الأفعال والعقوق
والربى والاضطهاد
والتبعية والتفريط زهدا…
في الحقوق
ولو ملكت قلب زنجية
لا تسل عمّا يحين
ولا تسل عن الغربة
وعن الصّبابة والحنين
فالقلب أمّة عربية
والحب رسالة إلهيّة
والحبيبة أنا
والقدر أنا
وحلم الضائع والمنى
وهوية من تاه ومن ضل الطريق
ومن لم يهتد سوى إلى نورالعيون..
“إلى لقائنا القريب زنجيّتي ،أين سترمي بنا الظروف ..”. قال هذا ونظر للجموع هازئا صارخا: “أوتعلمون ما ينقص هذه الصّورة؟ خلخال.”
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]