إلى محمد الطالبي: كن داعية حبّ..لا سمسار أجساد!

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: أمل المكّي

talbiالمفكر التونسي “محمد الطالبي” رجل أشعل فتيل ثورة يبدو أنه لم يعد قادرا على التحكّم في شراراتها بفعل الكبر…تلك حكمة الهية نطق بها ربّ السماوات والأرض في قوله:” وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا”. فمفكّرنا الذي قرأنا له “ليطمئن قلبي” و”ديني هو الحرية” فأعجبنا بقدرته الكبيرة على استقاء المعنى القرآني والمحاججة والاقناع، وكبيرنا الذي بلغنا نبأ مرضه فتأسّفنا ورفعنا أكفّنا بالدعاء له بالشفاء، يبدو أنه ماض في طريق “الإثارة الفضفاضة” التي لا يحتاجها علم من أعلام الفكر التونسي بحجمه! فقول “محمد الطالبي” أن الاسلام لم يحرّم البغاء وأن المسلم المعاصر يرغب في ممارسته، قول عجب لا يمكن أن يعجب به أو يتبنّاه إلاّ أحد إثنين: إما جاهل بأبسط قواعد اللغة العربية وإمّا منافق ران على قلبه العداء لكلّ ما هو سماحة ونبل ورقيّ في الديانة الاسلامية. أوّل مفكّرنا آية:”وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ.” من سورة النور، على أنها “ورقة بيضاء” للفتيات بممارسة البغاء وأن الله عزّ وجلّ لن ينقم منهنّ ذلك. وتجاهل المفكّر أن الآية تتعلّق بمن أكرهنّ على البغاء وليس بمن اخترن ممارسته بملء ارادتهنّ… وفي محاولة لتمرير “فتواه” الجهنمية، اعتبر “الطالبي” أن البغاء “حلال” لغير المتزوجات ” دون غيرهنّ.. قال ذلك وكرّره…بل دفعوه الى قول ذلك وتكريره في مناسبتين اعلاميتين “متقاربتين ايديولوجيا” كأنهما “فولة وانقسمت على اثنين”…(سبحان الخالق الناطق)… صفّق له من دعاه، واهتزّ لفتواه طربا من بالجهل عميت عيناه، أمّا بنات تونس اللاتي ورثن عن جدّاتهن جينات افتكاك الحق في العلم والعمل ومعانقة الشمس، فقد حزنّ لما اقترفه “محمد الطالبي” في حقّهنّ ومساس بكرامتهنّ وقد ظننه حاميا فإذا به معتد جائر… إلى “محمد الطالبي” :رفقا بالمتطلعات نحو الشمس. فنحن يا مفكّرنا لا نبغي حرية نصبح فيها جسدا يباع في أسواق المتعة كالجواري… ان لم تعلم بعد فاني أعلمك أنّ زمن العبيد ولّى والمتاجرة بالنساء أضحت جريمة يعاقب عليها القانون… وإن لم تعلم بعد أعلمك أنّ البغاء ضرب من ضروب انتهاك حقوق الانسان وجب عليك كمفكّر محترم أن تناهضه لا أن تشيد به وتباركه… في بلدي يا سيدي الذي أجلّ، نساء يعجنّ الرمل خبزا كي يطعمنّ فلذات أكبادهنّ وما فرّطن يوما في كرامتهنّ على أعتاب ماخور أو شقة مشبوهة… وفي بلدي يا سيدي الذي أرجو له الشفاء، فتيات غانيات بفكرهنّ وأخلاقهنّ عن القفز الى فراش “رجل حيوان” لقاء حساب في البنك أو سيارة… في بلدي الذي أحبّ يا سيدي ، أدافع عن أن يمارس الحبّ لأجل الحبّ.. وفي بلدي الذي أحلم، نساء يحببن ويصنعن ثورة في فراش لا يحملهنّ اليه دفتر شيكات

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:
2 Comments

اترك رد

Verified by MonsterInsights