سأزورك كل ليلة
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أحلام صغيرة
شخصت عيناها وكأنها تراه لأول مرة. لم يمنعها الظلام الحالك من المجيء لا تزال على عهدها تزوره كل ليلة. فهو صديق تمسّك بها عندما رحل الجميع ينتظرها كل ليلة يواسيها يخفف ألمها ويبعث فيها الطمأنينة يبث في قلبها الصغير الأمل كلما قرر التوقف.
لقد أحبها في صمت فهو يكره الثرثرة إلا أنه لم يخذلها يوما. يفي بوعوده لها فيأخذها إلى حيث تشاء يحملها إلى عالمه حيث ترى فيه وجوه أحبتها جميعا ترى فيه الأم الحنونة التي لا تعرف وجهها ترى فيه الأخ الذي لا تملكه. فقد قدم لها الدفء والأمان اللذين فقدتهما منذ رحيل جدتها العجوز التي تركتها وحيدة بين الوحوش الضارية تكابد هول الحياة .
فكيف لها أن تتنكر له وقد أنقذها من وحش الوحدة وليال الأرق المضنية وهي الطفلة البريئة التي لا تحمل بين أضلعها إلا الإخلاص والوفاء. فإذا كانت تصفح عمن ظلمها وتغفر لمن أذاها فما بالك بمن أغرقها جودا وكرما ولم يبخل عليها يوما بكبيرة أو صغيرة عوضها الفقد وأنساها الحرمان.
فعندما ينام الجميع ويتركونها وحيدة بائسة يتسلل إلى نافذتها أنيس وحدتها ورفيق دربها عازفا لحنا غامضا لم تفقه معناه يوما إلا أنها كانت تجد لذة في مرارته وحلاوته. لحنا يثير في نفسها حنينا إلى أيام سعدت فيها بقرب جدتها التي حاولت تعويضها عن حنان الأم وأمان الأب اللذين لم تعرفهما فتسارّه بما يختلج صدرها دون أن تنبس ببنت شفة. يحاول طمأنتها هامسا “سأزورك كل ليلة “.
وفي ساعة متأخرة من الليل يستأذنها ليتوارى بعيدا عن الأنظار تنظر إليه بعينيها الحالمتين وقد علت ثغرها ابتسامة باهتة وكأنها تودعها إلى الأبد “وداعا يا صديقي القمر”.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]