الموسيقى المتشردة
|بقلم: حسّان جابلي
وحين أعزف على غيتارة المستحيل،
أعلى التلة،
ولا أسمع وقعا لعزفي…
ويردده جبل الأشباح،
فيأتيني صداه،
صيحات وعويل…
لا أصدّق الصدى !
وتهمس أصوات مشجعة…
آخذ نفسا عميقا وأعيد من البدء…
بأصابع مرتجفة أطلق ألحاني…
ويصلني الصدى ساخرا،
بكاء ولطم ونواح…
أكسر الغيتارة. أهجر التلة. واللحن…
على أبواب المجهول بعد سفر،
وقد أرهقني السفر…
بعدما لوحت لكل العربات المارة،
ولم تأبه لتلويحي…
بعدما مشيت حتى تورمت قدمي،
ولم تثنني عن إكمال سيري…
وعند المجهول، وأنا أرسم،
بيدي فرشاتي وورقة بيضاء…
رسمت نهرا وجبلا وموسيقى…
أضحت ثكلى ويتيما ومتشردة….
وصارت الورقة سوداء،
كما الليل…
هجرت المجهول والباب…
أردت الطلق البعيد…
تسلحت بمسودات،
وقلم حاد كما السيف…
أرسمني بحروف…
ثم أرسمهم…
وأرسمهن…
لكن القلم امحى،
ذات كلمة…
والورقة تمزقت…
لم أر الطلق البعيد…
عدت إلى شظايا غيتارتي…
ما وجدتها، لا هي ولا التلة…
فقط الصيحات والبكاء والنواح…
عدت إلى المجهول،
فلم أجد شيئا…
ما وجدت لا الفرشاة ولا الورقة…
فقط الثكلى واليتيم والمتشردة…
عدت إلى البعيد…
فما وجدت لا المسودات
ولا القلم ولا البعيد…
وما وجدتني…