لي ما يكفي

بقلم: سوار غابري

 

لي ما يكفي من الذكريات

لأضع كبسولات المنوم جانبا

وأتظاهر بالنعاس.

 

كان الأمر  سيجدي  نفعا

لو أني في القماط

حين كنت أغافل امي

وأسمح للهواء بأن يجرح حنجرتي

وأشرع في البكاء

كي لا تتركني

عند منتصف ليلة من ليالي فبراير

ألوك ابهامي وحيدة .

 

خبأت ما يكفي من الذكريات

مما يجعلني أذكر

كيف كنت أخفض صوت بكائي

عندما يقبل أبي الحارس الليلي

على شاكلة غيمة

وقد نز من جبينه الملح.

 

 

قبل اثنين وعشرين سنة

وحيث لا شيء هناك

غير بيت دون مزلاج أو حديقة

كانت أمي تغادر المدينة إلى الحقول

دون أن تلتفت إلى شيء

أو حتى أن تتعثر بشيء

كالسجادات الحمراء التي توضع أمام الباب

أمي لا تحب شرب الشاي

كانت فقط تتمنى لو

أنها تغرس أصيص نعنع أخضر في الحديقة

 

 

أبي كان يعرف أن كل نساء الحي

يخبئن المفاتيح والدنانير

في الاصيص أو تحت السجاد

لذلك كان يدّعي دوما

أنّ يد النجار التهمها المنشار

 

 

 

 

الطفلة التي كانت تدس الكجات

في ثقوب القفل المعطب

كان لها ما يكفي من الذكاء

لتفهم أن المفاتيح تثقل الجيوب

لذلك لم تطالب حتى بعروس من حطب.

 

 

 

حزانى

ولنا ما يكفي من الذكريات

كي لا ننام أو ننهزم

ستكتبنا القصيدة

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights