الحزن ليس بخليل

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: إيناس السلّامي

عالمنا، تسوده الحروب والهموم والأحزان والغموم…

حروف كهذه لا يسعها إلا أن تحمل كل المآسي معها مصطحبة بذلك ريح السواد التي امتلأ بها صدر وقلب كل واحد منا

فما عاد للفرح من معنى في ظل تواجد من يعكر صفو تواجدنا …

فعجزنا…

تعبنا…

وما عاد للعين من متسع للتأمل

ما عاد القلب يحوينا…

وما للعقل من كينونة باقية للتحمل والصبر، ومكابدة الانتكاسات

فالأنفاس ضجرت واحتبست…

أصبحت أرواحنا جاثية على مرأى من أبصارنا… آيلة للسقوط في حياة برزخية تاركة حياة فانية بالية متدنسة بأفعال من هم مثلنا ، أو بمعنى أدق من هم من بني جنسنا….

أصبحت هذه الحياة غير سوية…. لا تعرف للمساواة طعما ولا للعدل حقه

أصبح الإنسان متخبطا

فإن سعد يوما

فتلك ليست إلا لوهلة فقط ً

فأنت عند التفاتك إلى حال زمانك وأحوال مكانك سواء عبر التلفاز كي ترى مايحدث في العالم أو أمام مرأى من بصرك… ذلك كله يخلف لك لي ولكل الناس مشاعر مبهمة … لا تعرف ما لها وما عليها….

… فتحتار تلك الأحاسيس ما بين الفرح والحزن، أحاسيس تاهت بين الحق والباطل

أنت

كانوا قد هنؤوك بأناقة حزنك

“فرثيت نفسك وأجبت بكلمات مغمغمة… شكرا

كانوا قد رأوا فيك حسن الكلام، وأنت رأيت في نفسك أصالة الأحزان

وقفت شامخا كالجبل لكنك برهنت لهم أنك كحبات المطر…

هم أناس جردوك فتركوك في مكانك جاثي الركب

غيروك من سيء إلى أسوأ

أبكوك…

ظلموك…

حاسبوك ببطش جرمهم

بزور قولهم وببهتان زينتهم المنمقة على ألسنتهم …

أنت

أثبت لنفسك قبل أن تثبت لمن حولك

أنك وفي لحزنك قبل ألمك…

 

أجريت اتفاقا مبرما بينك وبين الحياة أعلنت فيه

لا هجران ولا فراق

للأحزان والأمان …

أمان القلب بغربة الروح عن الجسد…

أنت

إتخذت الكمان آلة…

أتقنت العزف عليها وأخرجت ما في جأشك عبر كل وتر من أوتارها…

كل من رأى ابتسامتك

ظن أنك من الهانئين الفرحين…

عشت مسالما مع نفسك ورغم هذا شهد جسدك غربة …

لا من هجران حبيب أو فقد عزيز…

بل من انقراض روح تتنفس في دنياك بلا ويلات ٍ …

روح ألفت الغربة عن الجسد

و بقيت هي كذلك تاركة كل عين أصابها الحسد…

روحك أنت عرفت الموت بلا مجيء ملك الموت ليقبضها…

فيا صديقي، عش الجنون بشتى أركان تفاصيله، خاطب تلك الروح التي كلْت بكلمات مملوءة

بتلك النبرة المفعمة بالطاقة التي تبتر كل حزن، كل ظلمة عاشت فيها الروح البالية …

إياك، أن تحمل خصالهم وتصبح مثلهم

فبهاته الحال ستصبح ممن يغيّب سعادته بين سكرات أحزانه….

فاستيقظ من الأحلام السرمدية، فقد تأخر الوقت، ولم يعد لروحك ان تتحمل المزيد

ٱنظر لقلبك، يكفيه نزيفا،

فلتتخلص من تلك الأمواج العاتية آلتي ترتطم برأسك، مخلفة لك صداع دائم، تغوص بك أحيانا في ظلمات وجعك وتسير بك في طرقات بؤسك،

ستندم بلا شك إن تغاضيت عن واقعك … واصلت الحلم

فلتسترجع شهية الوجود ودغدغته الملحة

أعد تشكيل نفسك

حاول قدر المستطاع

وإن لم تستطع فحاول ألا تبتذلها أبدا بالإحتكاك الزائد بالعالم

و بالحركة

و الكلام الزائد والأشخاص الزائدين…

لا تبتذلها بالجرجرة هنا وهناك، وتعريضها للسخافات اليومية …

 

عله آن أوانك أن تشفق على نفسك ولو القليل حتى… لكي تنهض بها…. لن تقول وتبرر أنك ضجرت من حزنك… كلا … ستصرخ بأن جنونك أبى هذا الحزن وهوى الفرح والسير على خطى وقع السعادة التي لطالما سمع عنها ولم يرها متجسدة في هذا الجسم الذي قد أخذ من الوهن ما يكفي….

.فلتصطد ابتسامتك لكي ترضي ذاك العقل المشحون بالجنون… فالرتابة نقطة سوداء، فلتمحوها من قاموسك

وإجعل التغييرمنطلقا لتثري به أبجديات حياتك.

المهم يا صديقي

إن غرض الحياة أن تأخذك في رحلة طويلة متعددة التفاصيل تريد منك أن تعلمك بتجاربها المتعددة والمتكررة قصد صنع شخص لا يعرف طعم الفشل واليأس قط…

فإن وجدت نفسك تعيش بقلب طيب وروح طفل ٍبريء وأنفاس رضيع لا يناهز السنتين وعقل إنسان خاض تجارب عدة ولازال… فحينها لا تتحرج… لا تخبئها … لا تتهرب

من ذلك الإحساس الذي انعدم في جوف كل واحد منا

أليس من المحزن أن نعيش في عالم لا تشرق الشمس فيه ؟؟

لنتخلّ … لننس … لنطلق أجنحتنا ولنولد أنفسنا من جديد … فلا شيء في الحياة يستحق الحداد …

لا تمتثل لأوامر تلك النفس التي هزمتها عوامل الدنيا وجعلت من السنين أياما تمرّ مر ّالسحاب

ليال تخطو بخطاها نحو المجهول…

رغم ذلك كله لا تذعن بسهولة نحو الفشل

افرح… لا تجث على الأرض بل قف وقاوم

واعلم أن الحقيقة الجلية هي في إيضاح مسلك دربك

غيرك سقط أما أنت فلا …

اعرف قيمة نفسك… حدد أهدافك وارسم طريقك… أحب الحياة حتى وان كنت في عالمك وحيد….

اجعل للحياة ديدنا جديدا …

فقدم لنفسك وردة

قدم لنفسك وردة ولا تنتظر من يد أن تهديها لك

قدمها لنفسك قبل أن يقدمها إليك أحد… تنفس الحياة برئتيك أنت …

عش بمبادئك أنت …

ساير دنياك بقاموس أنت المشرف على تنميقه ونسجه

ّبل أرضك وارفع بصرك ّللسماء وأطلق يديك…. وافتح فاك وعبر ِّ وقل للحياة…

إنني أنا … إنّني إنسان ِ..

و الحزن ليس بخليلي

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights