هروب
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: كريمة النابتي
ضاقت بي الدنيا فقررت الرحيل إلى حيث أجدني، أحمل معي كل طياتي وتفاصيلي وضحكاتي المستمرة، أعبر سردابا مظلما وأمشي تاركة خلفي قلبا تهرأ من فرط الحب، قلبا نزف دما من فرط الشوق….أحمل حقيبة ذكرياتي وأحكم إغلاقها حتى لا تدمرني، أسمع ضجيجا من حولي …إنها تقاوم تريد الخروج …لا أرجوك …أمسك الحقيبة بكلتا يديّ، أضغط بشدة وأرجوها أن تبقى، أسقط أرضا وتنهمر شلالات ذكرياتي فتبعثرني أبكي بحرقة، أضغط على صدري وأمنع دموعي من النزول لكن تغدرني العبرات وتواصل السقوط …أحتاج لأن تربت على كتفي المثقل وتقول لي ‘لا بأس’ … أحتاج لأن تحملني بين ذراعيك وتقول لي ‘أحبك’… أحتاج أن تمسك يدي وتقول لي ‘لن أتركك’… أحتاج أن تمسح دموعي وتقول لي ‘يزداد جمالك حينما تبكين’… أنا ضائعة في هامش الطريق لا أحد يراني ولا أحد يمسح عن قلبي غبار عشقك، أشيح بنظري جانبا فأجد شبحك متسمرا يراقبني باستهزاء، يستمتع بعذابي، يسخر مني ويضحك… يضحك بهستيريا فيفقع دماميل قلبي…
كنت أعلم أن أمثالي ينكسرون بسرعة، كنت أعلم أني ضعيفة أمام ما يسمى بالحب، وكنت أعلم كذلك أني لا أتقن أبجديته ولا أجيد تفاصيله… ولكني تمردت على قلبي واتخذتك مسكنا وبكيت في صمت وغرقت في حبر أوجاعي… كنت تعلم أني أخاف الوحدة ولكنك رحلت، كنت تعلم أني أعشق تفاصيلك لكنك إنتزعتها مني، كنت تعلم أنك حلمي الوحيد ولكنك سرقته مني… أنا الآن مجرد نهاية فلم تعيس يقتل فيه الحبيب حبيبته ويتزوج صديقتها، أنا مجرد ورقة صفراء سقطت في فصل الخريف، أنا مجرد أعقاب سيجارة تركها صاحبها بعدما امتص روحها ونفخها في الهواء… أحاول نزع الشظايا من كلوم الذاكرة، أحاول قطع شراييني لكن دمي جامد لا ينسكب… أزيز صوتك في رأسي، ربطة عنقك السوداء، طقطقة حذائك الفرنسي الأسود، سروالك الجينز المفضل، قميصك الصوفي الذي صنعته لك… قلبي يحترق، صوتي يضعف، حقيبة الذكريات تقترب مني، أبتعد، أقاوم، أهرب، أصفعني، أجري، وأصيح بها أن تتركني… تقترب أكثر، لا لن أتركها تعبث بي، عليّ الرحيل، علي أن أعبر السرداب، علي أن أتجاهلك، أن أتجاهل نغمات صوتك، رائحة عطرك، صوت بائع الحليب، قهقهة الجارات وعلبة سجائرك… أنا أتقدم… أنا أبتعد عن حقيبة الذكريات، نعم سأواصل، سأصل… أنزع عني الطحالب اللزجة… أدوسها وأمضي.. أفرد شعري، أنزع حذائي وأمشي حافية… قلبي المتعفن يلاحقني، همومي تتكئ على ظهري، ينقطع نفسي مع الريح… أنا متعبة أنا أختنق، نسبة الأدرينالين ترتفع في دمي، أنا مرهقة، يجب أن أصل… كل شيء هادىء من حولي، أواصل الهروب، الحقيبة تبتعد، رائحة عطرك تتلاشى، صوتك ينقطع، روحك تهرب، هل وصلت حقا؟؟ نعم أنا لا أحلم … لقد عبرت السرداب إني أرى النور، أفرك عيناي، نعم لقد وصلت… أفتح يديّ وأستقبل بداية جديدة … بداية بعيدة عنك….
انتهى المشهد…
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]