سماحة المفتي، عن أيّ حجاب طائفي تتحدّث؟
|قبل هروب الرئيس التونسي اثر الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظامه، طفا على الساحة السياسية لتونس مصطلح لقى إستعمالاً ورواجاً هامين ألا وهو اللباس الطائفي. لا استحضر شخصياً القانون أو المرسوم الذي منع هذا اللباس ولكن المهم هو أن لفظ اللباس الطائفي يشير بكل بساطةٍ إلى الحجاب. كان هذا المنع بتعلة أن تونس لا تقبل شعارات طائفية لأن ذلك يمس من وحدتها مع ترك حرية إرتداء “السفساري” لمن ارادت ذلك وهو لباس يستر ما يستره الحجاب لا يتسم بالطائفية ولكنه علامة تونسية مسجلة!!!(انظروا كيف كان النظام السابق حريصاً على إستهلاك وتشجيع المنتوج التونسي). بالطبع الهدف من ذلك كان ردع الفتيات عن الظهور بمظهر المتدينات مع عدم غلق الأبواب، من الناحية النظرية، أمام ستر الجسد( ما عدا الوجه والكفين). فمن هي الفتاة التونسية التي سترتدي “سفساري” أمام زميلاتها ؟؟؟ فالحجاب وكم أصبح أنيقاً وجذاباً يومنا هذا مختلف كل الاختلاف عن السفساري الذي” بابورو زفّر”. بالطبع، أمام ما فعله نظام العهد الجديد القديم من تجاوزات، لم يكن يؤرقه منع حرية فردية كارتداء لباس لا تمس من النظام العام… ولكن الغريب في الأمر أن يأتي منذ أيام سماحة المفتي ليتحدث من جديد عن اللباس الطائفي. لمّا سئل المفتي عن صمته الطويل فيما يخصّ مسألة الحجاب، أجاب أنّ ما يرفضه هو الحجاب الطائفي. و تحدث المفتي عن اللباس التونسي التقليدي( مثل السفساري) كلباس ترتديه المسلمة التي تنوي الظهور بزي المتدينة( هذه المرة لا أشك في ولائه للمنتوج التونسي). السؤال المطروح ماهو هذا الحجاب الطائفي الذي تحدث عنه المفتي؟ أيّة طوائف تتخّذ الحجاب لباسا؟ أليس الهدف هو نفسه سواء ارتدت المسلمة سفساري أو حجاباً أو “حجاباً طائفياً” إن وجد؟ أعتقد بأنه حان الوقت لسماحة المفتي لكي يتخلص من مثل هذه السفسطة الموروثة وأن يتكلم بلغة عقلانية لأن الحجاب هو في حد ذاته لباس لطائفة معينة ألا وهي الإسلام.