انفصام يشبه الشعر
|بقلم أبي معاذ المطوي
في هدوء شارب السمّ أعبّ منهما
لا بأس، لولا بعض ملح ناقص يزعجني
بلا بهارات تصيران رغيفا باردا
جرحان…
من بروتس النبيل نجلاء
لم يزل على مرّ السنين سيّد الطعْنات
أمّا عندما كانت لها تالية
فليس منها فيك إيلام
فناءان…
لقد نسوا تعليق ما أنشده فحل خفيّ الإسم والأصل
وأهديت إلى غانية ريشة سيرانو
تخاتلان…
قهوة رديئة بفنجان مذهّب
لها خُمارها، نعم، ولكن ما الذي يهمّ؟
كلّ المتفرّجين منتشون، فابتسم لهم
مدهامتان…
مقلتا صبيّة ليس لها غد
تلاعب الرياح، تخلق النسيم
تغسل الضياء، تصنع الشموس
غير أنّ أنوارهما قد سرقت قبل ولادة عسيرة
وشاحان…
بلونيك اللذين ما عرفت حدّ أرجائهما
مداد شِعر هارب من عصره
تخطّه ريشة نورس أضاع بحره
مرجأتان…
فرحة كنت تمدّدت بفيئها
وصرت تعبر الصحراء ناشدا لقاها
أمل المحتضر الأخير في رحيل زائر ثقيل
توأمان…
رجع عزم آبق من ظلّه
ما الماء مثل الماء
لا، ولا الغراب كالغراب
إن تكن تنظر في مرآتك التي تشظّت
جنّتان…
في اليمين، في الشمال
لكنّك عالق ببرزخ يحول دون أن يلتقيا
تنتظر الفأرة كي ينهدم السدّ
تكذّبان…
بالأسطورة الّتي كتبتها
بكلّ الناس، كلّ الأغنيات
كلّ ما فيك
حسامان…
وغمد واحد
فاترك لكي يصدأ ما كان كهاما
مقتلان…
فاختر ما يعجّ منهما بموسيقى السماء
راحتان…
فاسلك التي يكون جسرها من تعب ومن دم ومن دموع
نجمتان…
منهما واحدة تهديك للدرب
جنونان…
حياتان…
تذوبان…
لكي تكون أنت ما تريد…