هذيان الجسد قبل الأخير
|في عــمري المــاضـي انـكفـأت طـويـــــلا
فــي النــوم حـيــنا، فــي الحياة قـلـيــــلا
فرأيتُـنـي أرعـى الغــــمام مــسـهّــــــــدا
وأحــرّك الـــــرمــل الـــــكــسول خــيـــولا
وأعـــاقـــر الزمـــن المــعــتّــــق إن بـــــدا
قـمـــر و تــأكــلــنـــي الظــلال فــصـــــولا
وأصــيــح فـــي أعـــلى الجــبـال مكابـــرا
وأســنّ للصــمـــت الغــزيـــر ســيــــــــولا
وأغـــازل الأحـــــلام بــــيـــن خـــدورهــــا
ويصـيـر طـرفــي، إن ســفــرن، كـليـــــــلا
وأحـــطّـــم الأوثـــان فـــي أوكــــــارهـــــا
وأردّ عـــن صــنـــمي القــديــم بــديــــــلا
وأعـــانـــق النـجـمــات فـي عـلـيــائــــــها
واُضــيــع فـي عـتــم الطــريــق دلــيــــــلا
وأتــيـــه فــوق الــعــالمـيــن لأنّـــــنـــــي
مـــا كـنــت مــــمّــن بـدّلــــوا تــــبــديـــلا
وأفــرّ مـن نـــفـــسي إلــــــى أرض مـــرا
يـــــاها حـطــام لــيـس يــنـبــس قـيـــــلا
فـتـملّ مــنّـــي غــربـــتــــي أو ربّـــمــــــا
أيــقــنــــت أنّـــي لا أطــيـــق رحـــيــــــلا
فاخــتــرت بـيـــن الأرز فـيــئـــا عــابــــــدا
مـسـتنطــقا في صــمـتــــه التـــــأويـــــلا
(أ غُـرســتُ فـي وطـــن غـريـب ليس فيــ
ـــه للـمـنـــــابـــت أن تــكون نــخــيـــلا؟)
وحـــفـــظـت عـرضي أن يدنّس طـرفـــــه
لـؤم فــلـــم يــعــــد الــرداء جـــمـــيــــــلا
وســكــنــت ضـفّــة جـنّـــة شـعثـــاء لــم
تــعـرف صـنوف قـطوفــهـــا تــذلــيـــــــــلا
لم أمــش أبــعـــد مــن مـسـيـرة نـظــــرة
فـيـها فـلــــم أر كـــــوثـــرا مــــعــــســولا
وحــلــمـــت بالـعـنـقـــاء تـفـتــق نــارهـــا
فـشــربـــت مـن كـأس الرمــاد شـمــــولا
إنًّ اشـتـِــعـَـــالَ الــرّوحِ شــيــبًا بــــــــرزَخٌ
دُونَ السُّـيــولِ فــلا تُـــجِـــدُّ طُـــلـــــــــولا
ووقــفـــت أنــظـــر أن يــوافــيــنـــي صـدا
ي فـنــرمـــق المـــاريـــن فـــيّ فـضــــولا
*******
أفــق خــجــول يــخــتفي فــي طيّ صمــ
ـت مـنــثـن فـــي الـمـنتهــى مـخـــــذولا
صــمــت تـهـاوى في الدجـى واغـتـــالـــه
هـمـس اللّمـى إذ أوشــكــت تـقـبـيــــــلا
والأفق يـصـرخ فــي دمــائــي هـــــــــادرا
ألــوانــــــــه لا تـــقبــــل الـــتــــأويــــــــلا
تنهــال مـــن كــلــمـــات سـحر دافـــــــق
شُهـُـــبٌ عِـــذابٌ اُحـــكــمت تــنــزيــــــلا
فـيـمـــزّق الجـــســـد الغــريــــــــب رداءه
عــن مــــارد ظــمــــآن قــــام عــجــــــولا
وأخــيـــط مــن صـبــحي الجـديـد أنـامـــلا
حــمّـــى تــشــابــكــها تــضــيء فـتيــــلا
تجــلــــو بـــدايـــة صـــورة حـــفــرت على
جـــدران صــخــــر قــــارب التـــــأزيــــــــلا