بحث في أوراق ضائعة
|—————-1—————
مرتبك، متوتر، مشتت الأفكار و حالم…….. أبحث عنها في كل مكان و في أي مكان…..أتمثل عينيها أمامي و أترك الأحلام تحملني إلى أفق لا ينتهي……في زورق صغير أبحر في تلك العيون….سفر دون رجوع، رحلة السندباد……
————–2—————
أبحث عن مخرج “مشرّف” لهذا الحب العنيف…..و لكن الحب لا يعترف بحلول وسطى…..الحب متطرف !
————–3—————
شرعت في القيام بتحقيق حتى تتكشف لي حيثيات و ملابسات هذه المشاعر الجارفة.
س : لقد تم ضبطك متلبسا في حالة حب عنيف………
ج : أعترف بذلك !
س :و هل تنوي الكف عن الانخراط في هذه الحالة ؟
ج : كلا، أنوي الغوص أكثر، إني أتنفس تحت الماء…….
س: سوف تقدم للمحاكمة بتهمة الحب العنيف مع سبق الاصرار و الترصد……..ماذا تريد أن تضيف لختم أقوالك ؟
ج : إني أغرق……أغرق…….أغرق
—————4—————
حدثني رجل حكيم قائلاً ” لقد خلق الله عز و جل المشاعر حتى لا ينازعه الانسان في سلطانه، فعقل الانسان إبداع إلهي فريد قادر على سبر أغوار الكون و ولوج أسراره. لذلك ابتكر خالق هذا الكون “المشاعر”…..التي لا سلطان للعقل عليها…..المشاعر تضعف منسوب العقلانية عند الانسان…..و تفجر كذبة الموضوعية…”
—————5—————
أبحث في أوراقي الضائعة عن لحظة مؤرخة قد تعيد لي الأمل في الحياة……..أبحث………. أبحث…..دون جدوى…..في لحظة يأس أعثر على علبة سجائر قديمة كتبت عليها في يوم ما هذه الكلمات ” سوف أحب و لن أكف عن حبها…حبا سرمديا….و سوف أعيش الحرمان إلى آخر أيامي…..و كل ما أتمناه أن تزور قبري مرة في السنة و تضع وردة فوقه و تقول ” كم أحببتني يا…..يا من أحببتني غير كل الرجال……..”