قناع(ت)ي..جواز زواجي..

 عند كتابتي لهذا المقال ..لم اتوجه الى شخص بذاته لأنني من الاساس ضد التعميم..لكن..إن كانت الاكثرية السعيدة تطمئن ..فهي لا تحل المشكل..إن الاقلية  التعيسة هي التي تحيرني..ومن أجلها أكتب

 ..

بثقة قال ..

..

-صديقتي العزيزة..لك مني قصة غريبة ..

-جميل ..لم أكتب منذ زمن..فهل قصتك مشوقة؟…أعني هل تكتب ؟؟-

-لا أعرف ..ربما وجدت فيها ما يثير الانتباه..ستستغربين قليلا لأنني لا أزال حسب رأيك ذلك الشاب المتهافت على ملذات الحياة.. المنغمس كليا في كل ما هو ممتع فيها ..والذي ليس أهلا لرفع راية الاستسلام و الامتثال لحياة هادئة مستقرة…

– لا يزعجني هذا ما دمت مقتنعا بما تفعله …لكنني لم أفهم بعد..لو توضح

– أعلمك  رسميا باني سأتزوج…..

– لكنك صغير على الزواج

– لست صغيرا على شيء.. أجاب بحزم …أريد أن أتزوج..فعلت كلما اشتهته نفسي..عرفت كل أنواع الفتيات .. الشقراء والسمراء والطويلة والقصيرة..المثقفة و المتخرجة من مدرسة الحياة..المتكلمة البارعة و الصامتة الباردة ..الممثلة المتميزة والفاشلة في كل شيء ..الجميلة جدا من الخارج و من الداخل فارغة جوفاء والقبيحة ظاهريا و المبدعة داخليا ..مشتتة الفكر والذاكرة و السارحة في عوالم الخيال..الحالمة الغارقة في الحلم حتى الانقطاع الكلي عن العالم..و المادية الماركسية حتى النخاع ..الواعية الحذرة المتفطنة..والبلهاء الدائمة السير مع القطيع….تلك التي تخاف الرجوع ليلا إلى المنزل و لا تحتمل رائحة التبغ و الكحول وتلك المستمتعة بكل أنواع المعاصي…عرفتهن حتى عافتهن نفسي… سهرت مع الأصدقاء حتى آخر ساعات الليل ..شربت ما شاء لي من الخمور..جربت كل ما في الوجود حتى سئمت التجربة.. لا بد من وضع نهاية لقصتي مع الفوضى ..كفاني تبعثرا ..كفاني تمايلا مع الريح …بي رغبة ملحة في أن أستقر..في أن أهدأ ..في أن أحرر جيوب الذاكرة من لحظات الاثم ..وأطهر النفس من ليالي المجون.. أرغب في حياة هادئة مع إمرأة نظيفة الجسد والروح والماضي و التفكير والعائلة..طبعا عائلتها قبل كل شيء ..لا بد أن تكون بنت أصل ومفصل ..وأن يكونوا -لم لا؟ – واصلين و لاباس عليهم و متدينين ومثقفين و لديهم عدد قليل من الأطفال حتى يؤول أغلب الميراث إلينا بعد موت الوالدين ووو..

لم أكن في حاجة الى قدر كبير من الذكاء لأتفطن الى ما خفي من أفكاره ..لم أشأ ان أعريه مرة واحدة.. أردت أن يكون ذلك على نار هادئة.. أردت أن أستمتع بطعم المهزلة وأن أتذوق الأسف على مهل  حتى يتقبله جهازي الفكري بطريقة أفضل…

تمردت بقوة خرافية على رغبتي في تكسير رأسه الغبي الذي يملي عليه مثل هذه الأفكار اللئيمة و واصلت الحوار..

-أنت تطمح لأن تتزوج مريم العذراء اذا ..بعد أن تعطيها قبلة الحياة لتبعث من جديد.. لأجلك أنت فقط..

-قبلة الحياة؟…قال بسخرية.. أنا لا أرضى بأن أتزوج فتاة قبّلها غيري أو لمسها لمسة واحدة.. ولو كان ذلك في لحظة طيش أو عبث أو تجربة أو حتى رغما عنها …تنهد لحظة ثم قال بفخر واعتزاز ..إن الفتاة التي سأتزوجها..اختارتها والدتي…أنا لا أثق  بأحد سواها..ولن أقبل بغير من تختارها والدتي ..هي أدرى الناس بما يرضيني وما يسعدني.. أنا متأكد من أنها اختارت لي أطهر الفتيات …و سكت قليلا ثم قال باندفاع كأنه نسي شيئا هاما ..آه نسيت ..الفتاة التي اختارتها والدتي قد ارتدت الحجاب منذ سنتين تقريبا …و انفرجت شفتاه عن ابتسامة نصر….

-و هل تعرف هذه الفتاة التي اختارتها لك والدتك قبل الحجاب ام بعده؟…-

-وكيف لي ان أعرفها من قبل و لم تمض أسابيع على أول لقاء عائلي تعارفي …؟؟… إنها ترتدي الحجاب الآن.. و أمي أدرى بمصلحتي … و هذا ما يهمني ..

و أنا في حضرة شاب خذلته الرجولة و تنقصه مراحل كبيرة في تربية العقل أبيت إلا أن أتذوق الأسف على مهل…

قلت…

-ألم تكن تحب فتاة من قبل.. ألم تحدثني عنها طويلا.. ألم تكوّنا معا ذاكرة من الحب .. ألم تتقاسما أجمل لحظات الحياة معا؟؟..ما ذنبها المسكينة تخذلها بمثل هذه الطريقة الشنيعة وقد أهدتك أجمل العواطف وأصدق الأحاسيس و كرست لك عمرا من الوفاء…؟؟

-لا أ نكر  أن قلبي لن يحب سواها..لكن صديقتي العزيزة..شتان بين الحب والزواج..يبدو أنك لا تزالين تستمتعين بسباتك الطويلة في قمقمك الذهبي ..متدثرة بعوالم واهمة من الشعر والرومنسية المندثرة في زماننا هذا…لا بد أن تفتحي عينيك جيدا لتلاحظي الفرق بين الحب والزواج…نحن لا نتزوج من نحب…نحن نتزوج من تحبنا…

انتفضت غضبا…لم أكن قادرة على تحمل المزيد من الترهات..لكنني تمكنت من كبت انفعالي فقط لكي لا أحرمكم من معرفة مآل الحوار و تتبع القضية إلى آخرها..

-من أين تستمد هذه الفلسفة العقيمة يا صديقي المسكين؟؟

ـإنها ليست فلسفة يا صديقتي الواهمة.. إنه ما يسمى بالواقع…ذاك الذي يفرض نفسه علينا فرضا ..ذاك الذي ينصب لنا الكمين و يدفعنا بشتى الطرق الى المضي اليه..نحن الرجال لا نسعد بامرأة نحبها فتملي علينا رغباتها كما تشاء و تجعل من الرجل فينا خادما مطيعا يفعل كل شيء من أجل إرضائها …-ونعم الرجل- قلت سرا..وهو شيء لا تسمح به رجولتي وكبريائي..لست مستعدا لأن أقضي حياتي عبدا لامرأة ومتحملا إضافة إلى ذلك هموم الغيرة وهواجس الخيانة ..رجولتي لا تحتمل ذلك…

–ونعم الرجولة–   قلت جهرا…

ـإذن أنت ترتاح لامرأة تكون هي أمة وخادمة تحت قدميك تفعل هي كل ما فيه مرضاة وسعادة لك و تبيت بغصة مكبوتة كلما شعرت بخيانتك لها دون أن تنطق ببنت شفة.. لأنها هي من يعاني مرض الحب…

-أرجوك يا صديقتي لا تحاولي تقتيم الصورة وكوني موضوعية ولو لبرهة.. إن نساء اليوم يعشقن لعب دور الضحية فلا تشجعهن على ذلك..لا تنكري بأن الفتاة فيهن تترك من تحب عند أول فرصة ذهبية تعترض مشوار حياتها ..رجل له امكانيات مادية وقادر على أن يوفر لها كل ظروف الراحة..ستترك حبيبها فورا دون أن تحمل نفسها عناء التفكير في ماضيهما الجميل أو ذاكرة الحب التي ذكرتها و ستتخطى بقفزة رشيقة كل القصة وترميها خلفها في حاوية الذكريات كأنها لم تكن…فاتركي عنك هذه الافكار الواهية..الحب ليس تاريخا مشرفا من التضحية والمقاومة كما تدعين بل هو كذبة كبيرة ومسرحية عذبة نستمتع بها للحظات ثم ينتهي كل شيء أمام أول فكرة للزواج تراود ذهن أحد العاشقين …

– للأسف لم يقنعني كلامك.. أفهم من هذا أنك لم تحب الفتاة أبدا بل كنت تدعي حبك لها وهذا كل شيء..فالحب ليس علما نظريا يتلاشى بالتطبيق.. بل هو كل لا تجزئة فيه …

-ليس صحيحا.. أنا أحبها فعلا ..لكن علاقتنا العاطفية دفعتنا إلى تقاسم أوقات حميمة تمثل اليوم حاجزا أمام زواجي بها..

-كم أنت مشوش الفكر يا أخي . أ.لم تقل من قبل أنك لا ترضى بأن تتزوج من تحب  لأنك تكره أن تكون عبدا لها؟؟..فكيف تدعي الآن بأن ما تقاسمتماه من أوقات حميمة تمثل حاجزا أمام زواجك منها؟؟…و إن كان صحيحا ما تدعيه ..وحدث أن عشتما لحظات حميمية كانت نتيجة تبادل عواطف نبيلة.. ألم تكن سيادتك مشاركا فيها؟؟ هل تعفي نفسك الان باسم تلك الرجولة الموهومة؟؟ أتحمّلها الان ككل الجبناء كامل المسؤولية؟؟؟ .. أ تطلق الآن ساقيك للريح محملا بالأكاذيب؟؟…أجعلت منها ..كسابقاتها فأرة تجارب..؟؟

-من قال هذا؟؟..أنا لم أجعل منها شيئا..هي التي لم تنتبه لتصرفاتها ولم توفر لنفسها سبل الحيطة ..هي التي مهدت لذلك..هي من تناست المجتمع واعتقدت أنها اميرة تسبح معي في دنيا الخيالات ..هي التي لوثت بيديها حلمها الابيض..ما شأني أنا بكل هذا؟؟..

     سجلي يا أختي القارئة..سجلي يا صديقة الطفولة..سجلي يا بنت الجارة….سجلي يا زميلتي في الجامعة….يا فتيات بلدي التعيسات.. سجلن هذا..

وإن لم يكن من أجلكن فاتركوه لبناتكن وأخواتكن من بعدكن..فأنتنّ قد تركتن وحيدات عند باب المقبرة وانتهى أمركن..و لم يغازل قلبكن بعد النذل الشرقي الذي هجركم إلا الموت..يا فتيات بلادي الكريمات ..سجلن…فقط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأعين الدامعة..ومن القلوب التي ستغمس باللوعة والألم…فقط لتمهدن لهن الحكاية…لتسهلن عليهن تحمل المهزلة..لتحملهن على التفكير في أنفسهن قبل كل شيء ..لتدفعهن الى تطليق لغة القلب و اعتماد العقل معجما و منهجا وسلاحا…سجلن لإنقاذ المرأة العربية من تسونامي الوحل التي تغرق فيه إلى أخمص القدمين…سجلن ولا ترتجفن من فعل الصدمة …سجلن ولا تهتززن من وقع المصيبة.. إن الذكر الشرقي ذئب مثقف بامتياز..تكمن ثقافته بين فخذيه .. إنه ذئب بريء الملامح…ما أشد سذاجتكنّ إذ صدقتنني.. أيوجد ذئب بريء الملامح؟؟ هو أشرس كائن تمخضت عنه الأرض..هو الذي يحضن ثم يذبح ثم يدفن دون أن يترك أثرا واحدا للجريمة…لا يكتفي من الإثم أبدا ويجد دائما طريقة لغسل عاره وليخرج الى المجتمع مغلفا بأفخم انواع العطور…يا فتيات الشرق سجلن .. إن الذكر الشرقي يحب بغريزته..و يسهر على تهيئة الليل ولا ينسى أيا من الطقوس تحضيرا للوليمة… سجلن ولا تنسين أن تتذكرن أن العملية أشبه بقاعدة رياضية ثابتة.. إن الذكر الشرقي ينصب الكمين للفتاة ويبذل كل ما جادت به قريحته عليه ليوقعها في الفخ ..فتحبه هذه الأخيرة مدفوعة برغبة ملحة في عيش قصة الحب الأسطوري مع فارس خذلته الفروسية ومع رجل خذلته الرجولة …فيحبها بقلبه عندما تشرق الشمس و يحبها بغريزته عندما تغرب..وربما لا يحبها أبدا لكنه يمثل عليها الحب ليطبق عليها قانون الجاذبية ثم يعيث في الحكاية خرابا وفسادا …يتركها بعد اذن تصطلي بنار الخيبة …على باب المتاهة يتركها تلوك خسارتها وتجتر بلاهتها في انكسار بينما ينقض على أول فتاة تعترضه ليعطي تعريفا جديدا لرجولته..يبحث عن فتاة تختارها والدته …لأنه المحظوظ..لأنه المدلل..لأنه ذاك الذي لا يرفض له طلب..هذه هي الرجولة في أبهى معانيها..ذكر على مستوى التركيبة الجسدية فقط…ذكر مسلوب الإرادة ….

يا نساء بلادي سجّلن… إن الرجولة والشهامة والفروسية والنبل والرفعة والإخلاص لامرأة واحدة و العطاء في الحب والتضحية والمقاومة ليست يا حبيباتي خصالا للبيع….وبأن الخراب والدمار هو النهاية الحتمية لكل قصة حب بين امرأة وذكر شرقي لا يحمل من شموخ الشرق و جماله سوى الملامح الكاذبة..يا نساء العالم سجلن… إن الرجولة اليوم هي أن نفرق بين الحب والزواج… أن نحب امرأة  نتقاسم معها خبز القلب وبعض الأوقات الحميمة.. ونتزوج امرأة  نفتك منها جسدها ونزهق روحها و نجعل من مستقبلها محرقة لماضينا الفاجر..

يا نساء العالم سجلن.. إن لم يكن من أجلكن فمن أجل الحلم النسائي النبيل ..حتى يستمر هذا الحلم شامخا متألقا يطمئن النساء الى أن المرأة تبقى أكبر قضية في حياة الرجل.. وانه بأنانيته.. قد خسر هذه القضية الى الأبد…

  ألم أقل بأننا مجتمع يتعثر في الوحل؟…مجتمع منفصم الشخصية والملامح؟؟ ..ذكوره يحسون أشياء و يفعلون أخرى ويقبلون بأنصاف الحلول …في نهاية الرحلة يريد فتاة تختارها أمه..تزوج يا صاحبي من اختارتها أمك..تزوج زواجا رخيصا كفكرك و مبادئك..تزوج كذكر فاشل عاجز عن اتخاذ قرار واحد في حياتك ولحياتك..تنصب الغرباء أوصياء على عواطفك و تنيبهم لاتخاذ خيارات مصيرية من أجلك…

تزوج من اختارتها والدتك …ستقضي لياليك القادمة منشغلا بتلميع تمثالها في خيالك ..ستحاول أن تقولبها في خيالك كما تشاء وأن تطوعها إلى رغباتك وأحلامك..ستحاول أن لا ترى فيها إلا ما تحب..ستلتقيها في كامل أناقة الذكر المغفل المسلوب الإرادة..كيف تترك إنسانة تقاسمت معها أنفاسك ..مشاعرك..إخلاصك..ذاكرتك ..طفولتك المتأخرة؟؟ .. إنسانة أحبت أقبح ما فيك …وحمتك بخوفها وتمنت لو تشاركك كل تفاصيل الحياة من جمال و حزن و مطر وبحر وشعر و بوح ورقص …؟؟

ليلة عرسك..سترى فيها خيبتك .. ضعفك و غباوتك …بعد ليلة عرسك بأيام ..ستتعرى كل العيوب ..لن يرأف بك القدر حينها ..ذلك القدر الذي تجاهلته عندما سطر لك الطريق ورتب لك أمورك و دفعك الى ما يجب ن يكون..لن يرأف بك القدر لأنه صاحب الكلمة الاخيرة ..أنت الذي تجاهلته و رحت تركب القصة وفق ارادة غريب أو غريبة ولو كانت هذه الغريبة عن القدر هي والدتك….

فللعواطف قدسيتها التي تعلو عن كل الروابط..

لا داعي لمزيد من الألم… أنت تعلم في أعماقك أنه ليس هذا ما تريده…لكن صوتا غريبا كان للأسف أعلى من صوت قلبك ..هذا الصوت سيريحك الآن قليلا لكنه سيوجعك كثيرا فيما بعد..لن يرحمك القدر لأنك لم تخلص اليه ..لم تقبل القصة كما حبكها.. ألا تعرف أن القدر لا يمحى؟؟؟ فكيف تجرأ أنت البشري القاصر الضعيف على تجاوزه؟؟ ستنخر الذكرى قلبك يوما ما…ستلوك مرارتك في ألم وحسرة ..سيقتلك الألم على نار هادئة..فخلف ماذا تركض؟؟ ربما كنت عاجزا عن مواصلة رحلة الحب ..ربما لم تكن أهلا لقصة حب أسطورية سطرتها مشيئة الله ..ربما كنت تحتاج لتحس أذى قلبك حتى تشفى منه…لا شيء يبرر خيانة العواطف..للعواطف قدسيتها ..لا شيء يبرر الضعف..ستلتفت ذات يوم خلفك فلن تجد سوى الخراب والدمار ..ستعذبك ذاكرتك..لن تنسى أبدا لحظة اللقاء الأول ولحظة القبلة الأولى وأول اتصال هاتفي ..لن تنسى الغياب والانتظار المضني واللقاء المحموم ..لن ترحمك الذاكرة يا غبي.. فوراء ماذا تركض؟؟…

تدعي الشهامة والنبل ..ستترك قلبك للعراء و ستلبس من اليوم أسمال حب ..ستخذلك العواطف و ستقع ألف مرة في محرقة الماضي حيث لك مع من أحببت تاريخا و ذاكرة حب متكاملة الأبعاد…ستنجب جيلا مشوها لأنك أنت من ركبت القصة … ألا تعرف أن القدر يمتلك كل الأجوبة؟؟ أهكذا يتصرف الرجال ؟؟ بسهولة يتخطون حبا كبيرا ليؤسسوا على أنقاضه مؤسسة فاشلة ثم يقفون ما تبقى من حياتهم على الأطلال ؟؟..أهكذا يفعل الرجال؟؟ يتخلون عن حب حياتهم ويتجاوزون هدية القدر فقط انتصارا لكبرياء أمهاتهم؟؟؟.. مت إذا مشوش الفكر والعاطفة..مت إذا بعيدا عن قلبك ..

يا فتيات بلادي سجلن..يريدها متحجبة..فلتتحجبن إذن قبل لحظة أو ثانية من اللقاء الأول ..فغطاؤك يغسل عارك..لا يهمه ماضيك أبيض كان أم أسود  مادمت الان مستترة..مختفية ….تحجبن إذن ..واحفظن القاعدة عن ظهر قلب ..غطائي ..قناعي..سلاحي..جواز زواجي…

لا يهمه إن كنت قبله فتاة ليل أو نادلة في ملهى أو قاطعة طرق…لا يهمه..تحجبي الان أمامه ومعه.. ليحس ولو وهما أنه مرتاح نفسيا .. أنه في مأمن من الخيانة .فالخيانة هاجس الذكور الشرقيين منهم خاصة ..لديهم عقدة الخيانة التي انتقلت اليهم بالوراثة و شبت معهم …من خلال الغطاء سيعتقد أن الخيانة لا تخصه وأن الطلقات تتوجه لصدر رجل آخر.. ستوهمينه بأنك له وحده وأنت الفاضلة الشريفة المتعففة بغطائك وانك لا تفعلين في السر ما يخجل منه في العلن…غطاؤك..قناعك..سلاحك..الخ ..هي القاعدة ..الوصفة السحرية.. والسلام..

يا فتيات بلادي التعيسات الحظ سجلن..يريدك أن تحتاطي في الحب… أن تشدي بـإحكام حزام الأمان وأنت معه لأنك مع سائق مهووس بالرذيلة يفكر بنصف جسده السفلي..لا بد أن تظهري له كم أنت متعففة متمنعة الى حد البرود حتى لا يضن فيك السوء..لا تتصرفي بعفوية وأنت معه ..فبينما تحبينه ..يكون قد وضعك موضع اختبار..يختبرك في الحب يا غبية..يختبر طينتك ..وأخلاقك ..يحسب كل الحركات و يدقق في التفاصيل  ..تذكري أنه يسجل كل شيء ..لا يترك شيئا للصدفة..يعمل عقله المريض في كل شيء حتى في المشاعر.. و سيحاسبك ذات يوم على تلقائيتك ..على عفويتك و تفانيك و تضحيتك وعطائك اللامحدود..يا للكارثة..انه يعقلن الحب….يجعله مأزقا محاطا بالمخاطر …فيتحول هذا الأخير الى لعبة قذرة يخرج منها الجميع خاسرا..

سجلن ايضا ..لا أمان في الحب.. أعرفتن الآن لماذا تكون النهايات دائما تراجيدية؟؟..فالتعاسة مقرونة بالحب في مجتمعنا الميؤوس من نهضته… نحن نصحح ما نريد ..كيفما نريد..نؤول على هوانا..نتصرف على هوى الاخرين..نتمايل مع الريح..ليس لنا ثوابت ولا نعترف بمبادئ الحب..ما الضرر لو ضحينا في الحب سويا؟..لو تنازلنا سويا؟…لو تعبنا قليلا سويا؟…ما الضرر لو  طهرنا عقولنا قبل مظهرنا و سمينا الأشياء بأسمائها و لم نعتبر الحب ضعفا و العفوية في الحب ضعفا او استسلاما ؟…ما الضرر لو فسرنا كل الأحداث التي يعيشها العاشقان في قصة عاطفية قوية البنيان بمثابة التشارك في رحلة الحياة وما يعترضها من سبل ومنعرجات .. ؟؟…

كم أنا مستاءة من أجلكم يا ذكور بلدي..كم أنا مستاءة من أجل عقولكم الفارغة وعواطفكم الباردة و إرادتكم المسلوبة وكل ما  تمزق فيكم…غيروا الوجهة كلما استوقفتكم ثياب رجالية في واجهة ..فهذه الثياب لم تفصّل من أجلكم..

وأنتن ..يا فتيات بلدي التعيسات في الحب..المضطهدات في الزواج…المحظوظات بعد الحجاب..لا تأسفن كثيرا فالزواج في أيامنا  لم يعد عن قناعة.. بل عن قناع..احملن قلوبكن و غادرن ..فالزواج ليس النهاية السعيدة في رواية حب شرقية …وقبل الذهاب…سجلن كل ما قيل.. لإنقاذ الجيل الصاعد…سجلن من أجلهن..حضرهن للصدمة..مهدن لهن الأرضية حتى يتقبلن المهزلة..سجلن من أجلي .. أنا التي لم أعد أعرف.. إن كان الدمع دما …من عمق الخيبة ينسكب..

أو كان الحرف فما..من فرط الحسرة ينتحب..

Please follow and like us:
9 Comments

اترك رداً على salimإلغاء الرد

Verified by MonsterInsights