بين زمن أنشده و آخر أعيشه…

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: سيرين رحومة

لوحة بينيلوبي وعشاقها لجون ويليام واترهاوسأنا مجنونة .. أغمض جفوني فتتراءى لي كلييوبترا آية من الجمال تحدّثني عن أنطونيو…تروي لي قصة عشقها ومدى تجلّدها ولحظة انتصارها على أعداء الحب. تناديني غوينيفير بنبرة ملوكية ارستقراطية وتلوّح لي من بعيد كطفلة حالمة .. تسرد لي في شيء من الأنفة ملامح لانسيلوت، تصف أدّق تفاصيله، ترسمه في خيالها وتتمعن في تلك الصورة بأعين باكية… في ذاك الآن يخطفني العبير الاغريقي ويجول بي على جناحه في أزقة الزمن الغادر، فأرى قصورا وعبيدا وجوار وأرى أورفيوس عاشقا يرثي في خلوة روحه حبيبته  ويشكو الى السماوات وما بينها ويبيت الليل يرعى نجومها ويسّلمني رسالىة حب لا تنتهي الى وارودايس ثم يمضي باسما .. ومن بلاد الإغريق إلى بابل حيث فترست الليوث قصة حب تيسبي إلهة العشق وغادة نساء بابل…يشكوني الأسد بشاعة فعله ويقسم باسم الحياة وإلهها أنه لم يكن يوما قاتل العشاق، وأنّما تقتلهم عقليّة الآخرين… ثم يداعب أذني نغم عذب كعندليب  يرتّل نشيد الكون…هو صوت فيكتوريا أسمعه من بعيد وكأنه نذير ثورة، تدعوني للاقتراب حتّى يتسنّى لي أن أرى شبح ألبرت في مقلتيها وبدون بنت شفة أدرس علم الوفاء والتجلد منهما… هنا وراء جفوني الناعسة أرى قيس وليلى، أرى الحب يخلق بأيدٍ نقية طاهرة ، كيوبد يشير بقوسه إلى فؤاد بينولوبي وجولييت فيصيبهما عشق أزلي عجز الكفن عن محوه واحتضنته كتب التاريخ بنشوة وشوق وفخر تعده أنها مهما بهت لونها،لن يبهت أحمر العشق في صفحاتها.. أفتح عيني في شي من السّلو والخفّة لأجد نفسي أعود الى واقع مرير فيه يعذّب المرء علنا وفيه يمارس الحب في الخفاء.. فماذنبي أنا اذا بقيت روحي عالقة في ذلك الزمن وجثّتي تراقص السّراب على ألحان الأسى في زمن الكوليرا ؟..

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights