دعوة إلى المشاركة في الجامعة الصيفية 2021: المواطنة والهويّة في تونس بعد الثورة

تنظّم جمعية تونس الفتاة ومؤسسة كونراد أديناور الدورة الثانية من الجامعة الصيفية تحت عنوان “المواطنة والهويّة في تونس بعد الثورة” وذلك من 19 إلى 22 أوت 2021 بالحمّامات.

السياق

اختار المجلس الوطني التأسيسي أن يحافظ في دستور 27 جانفي 2014 على نفس صياغة الفصل الأوّل كما وردت في دستور 1 جوان 1959: ” تونس دولة حرّة، مستقلّة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها”.

رغم حصول توافق واسع في خصوص هذه الصياغة، إلّا أنّها لم تحلّ مختلف الإشكاليات المتعلّقة بعلاقة الدولة بعُنصري الهويّة المذكورين في هذا الفصل، وهما الدّين واللغة.

  • لطالما اعتبرت عبارة “الإسلام دينها” حمّالة أوجه. إذ اعتبرها البعض مجرّد وصف لحقيقة اجتماعية (تتمثّل في كون الإسلام دين الأغلبية الساحقة من التونسيين) دون أثر قانوني فعلي. وقد تعتبر شرطا من شروط ممارسة بعض الوظائف العليا، مثل رئاسة الجمهوريّة، وقد تعتبر إلزاما للدولة بالإشراف على المساجد والعناية بها وتوفير كلّ الضمانات اللازمة لكي يمارس المسلمون شعائرهم في أحسن الظروف. وفي غياب فصل بين الإسلام والشريعة، يمكن أن تعني أنّ الشريعة الإسلاميّة تعلو جميع القواعد القانونيّة الأخرى. تظلّ مختلف التأويلات ممكنة، حتّى في ظلّ التنصيص على مدنية الدولة في الفصل الثاني، ممّا يدفعنا إلى التساؤل عن وضعيّة من يدينون بديانات أخرى أو من لا يدينون بدين في تونس اليوم، لا سيّما وأنّ الفصل السادس من الدستور، ولئن نصّ على حريّة الضمير، فإنّه قرنها بواجب الدولة في حماية المقدّسات.
  • يمكن أن نفترض من عبارة “العربية لغتها” أنّ اللغة العربية هي اللغة الوحيدة الّتي تستعملها الدولة في جميع معاملاتها الرسميّة. ولئن كانت الإدارة التونسيّة قد قطعت خطوات نحو التعريب منذ سنوات الاستقلال الأولى، فإنّ اللغة الفرنسية لا تزال مستعملة بشكل كبير خصوصا في المجالات التقنية. وإذا كان الفصل 39 من الدستور ينصّ على أنّ الدولة ” تعمل على تأصيل الناشئة في هويتها العربية الإسلامية وانتمائها الوطني وعلى ترسيخ اللغة العربية ودعمها وتعميم استخدامها والانفتاح على اللغات الأجنبية والحضارات الإنسانية ونشر ثقافة حقوق الإنسان”، فإنّنا يصعب أن نتبيّن الحدود الفاصلة بين التأصيل والانفتاح، خصوصا أنّ جزءا كبيرا من التعليم، لا سيّما في المواد العلمية، يتمّ باللغة الفرنسية. يجعلنا ذلك نتساءل عن نصيب اللغات الأخرى من هذا الانفتاح. ورغم كونها اللغة الأمّ لعدد من التونسيين، لا نجد إشارة مباشرة إلى اللغة الأمازيغية في نصّ الدستور ممّا يفتح باب السؤال حول وضعيّتها الحالية وحول مستقبلها.

تقودنا مختلف هذه الإشكاليات إلى التساؤل عن معنى أن تكون مواطنا في تونس اليوم، خصوصا إذا كان الفرد منتميا إلى غير دين الأغلبية (الإسلام) ولغتها (العربية). يبدو أنّ تكريس مثل هذا الحقّ في الاختلاف يشهد صعوبات شتّى لها جذورها في الحضارة العربية الإسلامية، رغم ما يفتحه سياق العولمة من إمكانات.

الأهداف

تهدف الجامعة الصيفيّة إلى:

  • تقديم تحاليل معمّقة للشبّان المشاركين حول العلاقة بين المواطنة والهويّة
  • خلق فضاء للحوار الحرّ بين الشبّان المشاركين حول الإشكاليات المطروحة
  • تعزيز قدرات الشبّان المشاركين على عرض أفكارهم حول الإشكاليات المطروحة
  • تعزيز التشبيك بين الشبّان من مختلف ولايات الجمهورية

 

المشاركون

يشارك في الجامعة الصيفية 15 شابا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة وينتمون إلى الفئات التالية:

–  الباحثون في اللغات والعلوم القانونية والسياسية والاجتماعية والإنسانية: يشترط فيهم أن يكونوا مرسّمين بمرحلة الماجستير أو الدكتوراه أو متحصّلين على إحدى هذين الشهادتين.

– الناشطون في المجتمع المدني: يشترط فيهم أن يكونوا أعضاء نشطين بإحدى الجمعيات منذ عامين على الأقل.

– الناشطون في الأحزاب السياسية: يشترط فيهم أن يكونوا أعضاء نشطين بأحد الأحزاب منذ عامين على الأقل.

– الإعلاميون: يشترط فيهم أن يكونوا من الصحفيين العاملين بإحدى المؤسسات الإعلامية منذ عام على الأقل.

– المبدعون: يشترط فيهم أن يكونوا من أصحاب (أو المساهمين في) عمل معروض للعموم (أو منشور).

يتكفّل المنظمون بمصاريف الأكل والإقامة طيلة أيام الجامعة الصيفية. ويقع تسليم شهادات مشاركة لمن يحضرون جميع أشغالها.

المنهجيّة

تشمل الجامعة الصيفية :

– محاضرات عامة يلقيها أكاديميون وخبراء حول الإشكاليات المتعلقة بالهوية والمواطنة مشفوعة بنقاش عام مع جميع المشاركين.

– عمل ورشات (مجموعات من 8-10 مشاركين) حول إشكاليات محدّدة في إطار الموضوع العام للجامعة الصيفية. تُقدّم خلال هذه الورشات عروض يعدّها المشاركون، ويتمّ نقاشها وتعميقها.

– تقديم تقارير المجموعات ونقاشها في جلسات عامة

البرنامج الأوّلي

19 أوت 2021

حتّى الساعة الرابعة: استقبال المشاركين

16.00: الافتتاح

16.30: محاضرة: أن تكون مواطنا في تونس اليوم

17.15: نقاش

18.00: استراحة قهوة

18.15: مسألة الهوية في الدستور التونسي

19.00 نقاش

19.45: اختتام اليوم الأوّل

20 أوت 2021

9.00: محاضرة: السياسة والدين في تونس بعد الثورة

10.00: نقاش

11.00: استراحة قهوة

11.15: أعمال الورشات

12.30: الغداء
14.00: استئناف أعمال الورشات

16.00: استراحة قهوة

16.15: مناقشة أعمال المجموعات في جلسة عامة

17.30: اختتام اليوم الثاني

21 أوت 2021

9.00: محاضرة: اللغة العربية والمواطنة

10.00: نقاش

11.00: استراحة قهوة

11.15: أعمال الورشات

12.30: الغداء
14.00: استئناف أعمال الورشات

16.00: استراحة قهوة

16.15: مناقشة أعمال المجموعات في جلسة عامة

17.30: اختتام اليوم الثالث

22 أوت 2021

9.00: محاضرة: المواطنة والحقّ في الاختلاف

10.00: نقاش

11.00: استراحة قهوة

11.15: أعمال الورشات

12.30: الغداء
14.00: استئناف أعمال الورشات

15.30: مناقشة أعمال المجموعات في جلسة عامة

16.15: استراحة قهوة

16.30: نقاش عام وتسليم الشهادات

17.30: اختتام أشغال الجامعة الصيفية

كيفيّة المشاركة

الترشّح مفتوح لجميع من ينتمون إلى إحدى الفئات المبيّنة أعلاه عبر ملء الاستمارة الموجودة على الرابط التالي وذلك بحلول يوم 30 جوان على أقصى تقدير:
 https://forms.gle/wk3mUiRy3pfYX6uj9

ينبغي لجميع المترشّحين تقديم ملخّص لمداخلة سيقومون بتقديمها خلال إحدى ورشات الجامعة الصيفية. عند قبول المترشّح(ة)، يجب عليه(ا) إرسال النصّ النهائي للمداخلة بحلول يوم 5 أوت على أقصى تقدير. سيتمّ نشر نصوص المداخلات في مجلّة “حروف حرّة”.

سيتمّ تقييم المترشّحين بناء على سيرهم الذاتية، وبناء على الملخّصات الّتي سيقومون بتقديمها.

يتمّ الإعلان على قائمة المشاركين في أجل أقصاه 10 جويلية 2021.

 

 

 

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights