بيني وبينك قطعة حلوى
|بقلم: ملاك عويديدي
رحل هو وشعرت بقرحة في صدري… ظننتها مرضا يمكن شفاؤه فشربت الكثير من الدّواء والأعشاب… لكنّ القرحة لم تزل… رحل هو وهذا القلب الّذي أعاده بغرور يحنّ إليه بغباء… الآن أسناني تؤلمني وليس لوجع الحبّ بل لكثرة ما أكلت من الشّوكولاطة…
أذكر أنّك رحلت مع الرّيح الشّاحبة المتوهّجة هناك إلى البعيد… إلى حيث أنا لست هناك…
من بعدك أنت ليس لي ما أخسره… ساعاتي معدودة… اعذرني إن أغضبتك يوما… أودّ فقط لو أكون ذكرى طيّبة لكلّ من عرفني… فقط مجرّد ذكرى طيّبة… أحبّك… كما لم أحبّ مسبقا… وكما لن أحبّ أبدا… كنت أراك فأرى الرّجال يتصاغرون في عينيّ ويضمحلّون فصرت لا أراك إلاّ أنت… واليوم أراني بعيدة في زاوية مظلمة لا ينفعها غير دعائك ربّي وذكرك رحمتي إذا ما صرت إليه دون روح… فسيقبض ملك الموت جسدي وسيقبض قلبي دون نبض… ليت الموت كان دفعة واحدة… ليته كان رصاصة حتّى صوتها لا نسمعه… ليته كان إعلانا في جريدة… إنّه يأتينا على مهل… يقتلع الأطراف قبل الجذور… كي نشعر نزعته دائما…
لم أصعق حين سمعت بنبإ مرضك المزمن: السّكّري الخبيث… كنت مستعدّة لأن أضحّي بكلّ شيء من أجلك حتّى كليتي وكنت ترفض تضحياتي بعين متكبّرة… ساء الأمر حين رفضت أمّي تزويجنا وعيّرتني كيف أرتبط بك… أحبّ خوفها عليّ وأحبّ أشواقي إليك…
طبيعيّ أن تنسحب أنت… فيوم تأتي سكرات الموت… سيذهب الأهل والأحباب وينفر كلّ شيء… رائحة الموت تملأ المكان… مغرية… ليست كريهة كما ظننت… لا أستطيع محادثتك… فالعبارات تأتيني دون ألف… والفرح يحمل حرف الجيم… والموت محدق من كلّ الجهات… ليست الشّوكولاطة من قتلتني… وأنا لن أقتلك اليوم… معاذ الله أن أقتل أحدا… تبت إلى الله… سنتحدّث لاحقا؟ إذا أتت لاحقا هذه… ولم تجدني… فإنّي أستودعك من لا تضيع ودائعه… ابتسم… واكتب بسمتك شعرا… وخبّئ رصيدك من الحبّ… كن بخير… من أجلي… فقط دعوة طيّبة… وذكرى طيّبة… لا تنس… أنّ روحي معك… ونبضي معك…
إنّ عزرائيل غاضب جدّا… يظنّني ساخرة منه… سيقبض جسدا دون روح
ممتازة صديقتي أحسنت <3