أريد عناقا..!
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: نيران الطرابلسي
سيعود…
سيقرع باب منزلي حين يجدُ كلّ أبواب الذين مرّوا من حياته مغلقة…
سأفتح له الباب دون أن أنزل السلّم ودون قبلات… سيدخل ليجلس على يميني فوق وسادتي الملوّنة على الأريكة المتعبة من أجسادنا النحيلة…
سيقول كلاما كثيرا… ولن يسأل ككلّ مرّة عن أحوالي… عن آخر خسائري… ولا كيف صرت في غيابه… ولا كيف قضيت الوقت الفاصل بين رحيله وعودته… رغم أنه يعرف أني بحاجة لعناقه أكثر من رضيع ولد قبل أوانه… بحاجة لأكثر من عشر أرجل لأقف وحدي بدونه… بحاجة لأثر من بطن لأحبل بالحلم وحدي… لن يسأل عن الليالي الحزينة التي قضيتها أحصي الألوان في بيتي المظلم..!
سيتحدث كثيرا عن الحب في زمن الثورة المسلوبة… سيقول أنهم يرددّون شعارات تنددّ بخفض سعر الخبز لنتمكن من شراء الحب… سيحلّل مشاعرنا كأيّ شيء آخر مادي… ولن يقول أشتاقك… سيتحدث عن الاشتياق في زمن الوحدة كأي شيء أخر ملموس وغير محسوس… سأسدل ستارة عينيّ على كلّ المشاهد التي أردت أن أكون البطلة فيها معه…
وبصمت أحاول أن أخترع لي شخصيات وأنا معه وأصيرها.. ثم أبكي وبصمت أيضا على موتها الحتمي لأنه صرخ فجأة و بعثر أفكاري ” إني أفقد ثقتي بالله” وأنا لا أعرف إن كنت مازلت أثق بك أم أنني فقدت الإحساس بكل شيء…
….
سيتحدث كثيرا… وسأصمت لأني لا أشتاق مثله في أوقات فراغي… ولا في لحظات ضعفي، هزيمتي وانكساري… أشتاقه دائما… حين يكون هنا أو لا يكون…
سأصمت لأني لا أشبهه في شيء.. لأتعرّف على كلّ الآخرين الذين لا أعرفهم و لن أصادفهم فيه… لأتعرف عن العالم الغير محسوس عن الإنسانيّة الأخرى…!
سيدخّن كثيرا… وسأجلس صامتة أراقب الدخان وهو يندثر في الهواء معلنا اندثارنا واندثار كلّ الأشياء… حينها سأفكر في حتميّة الموت… في قرار النسيان… في العدم المنتظر… في القضيّة الوجوديّة وعلاقتها بنا…أنا و هو…!
سيغتال أفكاري فجأة ليدفعني للحديث بطرحه أسئلة عديدة:
هل أخطأت حين فكرّت في الخبز قبل الحب؟
هل أخطأت حين دفعت كلّ الذين أعرفهم للانتحار؟
هل أخطأت حين تركتك؟
لم لا تتكلمّين؟
لم تضعين حدا لكلّ الأشياء الحقيقية في حياتك؟
لن أجيب… سأبقى صامتة أراقبه وهو يثقب جسدي النحيل بأسئلته… إلى أن ينهض فجأة دون وداع ليهرب مجدّدا…
ستشدني كلّ الأسئلة التي طرحها… و كلّ الكلمات التي تركها عالقة في الغرفة من أذني لتجرّ جسدي المثقوب نحو الباب…أصرخ بأعلى صمتي…” أريد عناقا.. أريد عناقااااااااااا..!”
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section][et_pb_section admin_label=”section”][et_pb_row admin_label=”row”][/et_pb_row][/et_pb_section]