“ســــــأرحــــل”

سأرحل…

على درب البقاء.

قامت إلى خزانتها.رتبت بعضا من حوائجها في حقيبتها. أحست بضيق شديد.جلست إلى حافة الأريكة.ضمت رجليها إلى صدرها كأنما تطبق على سيل الذكريات عَساه لا يجرفها، عساه لا يَــخنـقها.

رنّ هاتفها المحمول معلنا عن بلوغ إرسالية. قرأت: “سأظل أحبك على الدوام رغم كل اختلافاتنا…رغم كل انفعالاتنا”

كان وقتها يقطع الطريق ممسكا بيديه هاتفه المحمول يرجو أن يبشّره برد منها.

لم تكن بعد قد اتخذت قرارها ما إذا كانت ستخبره عن حملها أم لا. لم تكن بعد مستعدّة لحمل في أحشائها.

لم يكن يُقدّر و هو يرفع صوته ثم يده أنّه كاد يكسرها… أنّه وقتها كان يخسرها….

من نافذة الغرفة أطلت على حديقة البيت الصغير منها على شارع الحي الصغير الذي سكناه منذ مدة و الذي شيدته الدولة خصّيصا لصغار الموظفين.

فاتها وقت الوظيفة. على كل هي لم تكن لتقوى على مواجهة زملاءها بخدها المتورم.

دخل الغرفة دون أن تتفطن إليه. وقف قُبالتها و لبرهة تقاسما ذات المشهد المطل على حديقة البيت الصغير.

ارتمى في حضنها…تعانقا مطوّلا. انهمر منهما سيل من الدموع…همست في أذنه :

ســــــأرحــــل

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights