الكِتَابَة التّي نَلْبَسُهَا ونَتَلَبَّسُهَا دُونَ إِلْتِبَاس

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: عبد الفتّاح بلغايب

عزيزي المتأبّط معوله لحفر اللّغة في أناة الصدّيقين والأنبياء،

إعلم أعزّك الحرف أو أذلّك ولكل حفّار ما نوى  وإشتهى وكل من يشتهي شيء لا يمكن إلا أن يكون في عشاءه يأكله هنيئا مريئا ولأمعاءه الخيار في استخلاص الطيب من الخبيث أنّ المضيّ عميقا يقتضي جهدا وتعبا وبصيرة وحسّا نفّاذا فليس الحفر للبحث عن الماء كالحفر للبحث عن الذهب!

عزيزي النبىً،

نعلم أنّ اللّغة تتعتعك سكرا فتهذي لحروفك أن دثّروني وزمّلوني لتجهر بدعوتك ورسالتك لبني قومك المقرّبين من المجانين والصعاليك قبل أن تهاجر إلى فيافي اللّغة تطلب الإجارة من بني جلدتك وتحتمي من ظلمهم وعذلهم عسى أن تفرّج القريحة يوما عليك لتعود معزّزا مكرّما، فظلم ذي القربى أمضى من المجاز وهم اختاروا تقويمك لا بحدّ الحرف بل بحدّ الكليشيهات الممجوجة والرديئة.

قيل والعهدة على من قال ومسكين هذا الذي يروي ولم نر له وجها وربما حمله منذ زمن بعيد ورحل:

“لا نبيّ في قومه”!

الكتابة لباسك فاحرص أن لا تخرج أمام الناس عاريا وأنت تتوهّم أنّك ترتدي أفضلها..و لا تجعلها المشجب الذي تعلّق عليه رعونتك وسخافتك وتقطع شعرة سبويه الفاصلة بين النرجسية والغرور!

الكتابة لباسك لا تقتضي اقتناء أفخم المعاني لتفحم قارئك.. بل الأمر مسألة ذوق…حتى الصور المستعملة المغسولة جيدا والمكويّة بعناية تجعلنا في أبهى حلّة من متوهّمي الأناقة اللّغوية والمتبجّحين بحروف ممهورة من أغلى دور الشياكة…اللّغوية طبعا.

katib

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights