صباح مختلف في اليرموك

بقلم: أمل النموشي 
yarmouk

صباح اليوم مختلف عن كل صباحاتي..

فلم نستفق كالعادة على عويل

لم يحتضر أحد من جوع ولا برد

لم يمت رضيع ..ولم ترمل إمرأة .. لم نسمع صوت قصف ..ولا حتى مدفعيات

لم ارى جرحى..لم تسفك دماء

ماذا يجري؟؟ هل سئم الموت منا ؟ أم متنا؟؟

وما يجري إذا متنا ..فنحن لسنا إلا أرقام في دفاتر الوكالات

فنحن لسنا إلا بشرا نتسول منكم بعضا من الحياة

يحاصرنا الموت في كل أركان الحياة ..نهرب منه ونجده قد سبقنا مغيرا شكله متنمقا لنا ..لا أدري هل يهرب منا أم نحن نلحقه..

ألم تقولي يا أمي حين تركنا الديار أنه طريق نجاة..لن تبكي بعد اليوم ياصغيري. في المخيم ألعاب وحلوى.

قلت في اليرموك يا أمي ستعيش ..ستعيش يا ابني ولن تبقى على هامش الحياة

لكني يا أمي ما وجدت غير سماء أرفع أكفي إليها تضرعا..أن تمطر ..أن تمطر حتى قطرة

أشتهي النوم يا أمي..فحتى الأرض تلفظنا ..ما عاد بين القبر والقبر مكان ..ما عاد بين اليوم واليوم زمان..يغرق ليلنا في نهارنا وتهرب الشمس …حتى الشمس تهرب منا ..تخاف أن نحبسها ..فقد مللنا الظلام

والكل ينظر يا أمي ..والكل يجتمع يا أمي يبحث حلاً وكيف الخلاص والنجاة؟

الحل:شاحنة إعانات..يرددها مذيع في نشرة الأخبار بعد ذكر أعداد موتانا ..فكم صاروا يا أمي تسعون ؟؟ماذا قال يا أمي خمسون؟

لا بأس ..فنحن رقم ..وأنتم الاصفار…

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights